هل يعلن فرنجية انسحابه قبل وصول الوزير القطري؟
في لحظة مفصلية إقليميا ودوليا، قد يجد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية نفسه محرجا ومضطرا الى تقديم التنازل الرئاسي مرة أخرى إنقاذا للبنان بعدما سبق وقدّمه لحزب الله لإمرار تسوية الرئيس السابق ميشال عون… ولكن هذه المرة قد يتخذ خيار الانسحاب إكراما للقطريين، وفقا لمعلومات موثوقة فان قطر تجري اتصالات ولقاءات مكثفة مع فرنجية لإقناعه بإعلان انسحابه من السباق الرئاسي قبل وصول وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي الى لبنان، ليبدا حينها التفاوض الجدّي بين القطريين ممثلين اللقاء الخماسي وبين الثنائي الوطني للبحث في تسوية الخيار الثالث، وقد سرّبت مصادر مقرّبة من فرنجية انه وعد القطريين بالبحث والتشاور مع حلفائه حول خيار انسحابه من السباق الرئاسي.
بطبيعة الحال، لن يذهب الثنائي الوطني وتحديدا حزب الله الى التخلي عن فرنجية أو الضغط عليه أو التفاهم معه لإقناعه بإعلان انسحابه من السباق الرئاسي، وسبق أن أبلغ الحزب الموفد القطري هذا الموقف، وعادت مصادر مطّلعة في الثنائي الوطني للتأكيد والجزم بان فرنجية خيار حزب الله الثابث وعلى حد قولها الحرفي «أعوذ بالله… مستحيل أن يتحدث الحزب مع فرنجية في هذا الموضوع»… وتابعت المصادر: «إذا أقنع القطريون فرنجية بالانسحاب ووافق على ذلك نقبل بالبحث قي خيارات أخرى أو بمعنى أوضح وبالعربي الدارج «إذا قبل، قبلنا»…
وفقا للمعلومات، فان فرنجية قد أبلغ بقرار الثنائي التمسّك به الى اللحظة الأخيرة، في موازاة تبلغه من القطري باستحالة إيصاله الى الرئاسة الأولى في ظل المعارضة الدولية والداخلية وفي ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة وغير المؤاتية لفرضه على المجتمع الدولي واعادة تجربة ميشال عون… أمام هذا الواقع، بات المنحى الغالب هو توجه فرنجية الى الانسحاب إفساحا في المجال أمام الخيار الثالث.
وفي تفاصيل هذا الخيار، فان الثنائي يميل صوب خيار البحث باللواء إلياس البيسري متقدما على كل الأسماء الأخرى في اللائحة التي طرحتها قطر، طبعا، خيار الثنائي بفتح باب التفاوض حول أية خيارات أخرى متوقف على قرار فرنجية إذ لا يمكن وضع «العربة قبل الحصان» على حد تعبير المصادر.
أمام هذه التحولات في المواقف وتصاعد الحركة الدبلوماسية أكدت مصادر معنية ان انتخاب رئيس للجمهورية قد لا يكون بعيدا في حال تفاهم القطريون مع فرنجية، وهنا نطرح السؤال التالي: هل أبرمت التسوية الرئاسية بكل تفاصيلها من الحكومة وبيانها الوزاري وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان والصندوق السيادي للنفط بمعزل عن الاسم المطروح للرئاسة بانتظار خروج فرنجية بقرار الانسحاب؟