خاص الصحافة اللبنانيةlebpress.com
في وقت يسعى فيه اللبنانيون لتثبيت هويتهم الوطنية وإعادة بناء دولتهم على قاعدة السيادة والقانون يظهر وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي ليقحم لبنان في مشروع خطير يهدّد السلم الأهلي والوحدة الوطنية من خلال دعوته إلى تشكيل ميليشيا طائفية تحت مسمى جيش التوحيد بذريعة الدفاع عن أهلنا في السويداء مفتتحا المراكز ومستنهضا الخطاب المذهبي في تدخل فاضح في الشأن السوري وتعدٍ صارخ على سيادة لبنان وسياسته الخارجية متجاوزا الدولة ومؤسساتها وضاربا بعرض الحائط كل ما يُبذل من جهود لحماية الاستقرار اللبناني وتجنيب البلاد المزيد من الأزمات والتصدعات والصراعات
إن ما أقدم عليه اليوم وهاب ليس مبادرة حزبية بل محاولة مكشوفة لتأسيس كيان مسلح خارج إطار الدولة يعيد لبنان إلى منطق الميليشيات ويحول أرضه إلى ساحة حرب بالوكالة وهو ما لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال…الأخطر أن هذا التحرك يتزامن مع الاعتداءات الوحشية والمرفوضة التي تطال الإخوة السوريين في لبنان تحت تأثير خطاب تحريضي مشحون بالكراهية يقوده البعض لإشعال فتنة داخلية جديدة تهدد النسيج اللبناني بكل مكوّناته
من هنا نوجّه نداء عاجل إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ودولة رئيس الحكومة القاضي نواف سلام وإلى وزيري الدفاع والداخلية للتحرك الفوري وفتح تحقيق جدي لمحاسبة وئام وهاب قضائيا على خلفية دعوته لتشكيل تنظيم مسلح غير شرعي واتهامه بالتحريض على الفتنة وتهديد الأمن القومي اللبناني
كما نطالب بمنعه من استخدام الإعلام للتعبئة الطائفية والتحريض العلني على التدخل في شؤون دول أخرى لأن صمت الدولة أمام هذه الممارسات هو بمثابة تخاذل في حماية لبنان من الانهيار وتفريط واضح بمبدأ احتكار الدولة للسلاح والقرار الأمني
لبنان لا يحتمل مغامرات جديدة ولا ظهور جيش داخل الجيش ولا خطابا يقسّم أوصال اللبنانيين بين مذهب وآخر وكأننا لم نتعلّم شيئا من حروبنا السابقة
لبنان ليس ملكا لأمراء الفتنة ولن يكون أداة بأيدي من يتقنون فنّ الهدم والمرحلة تتطلب أعلى درجات الحزم والوعي في مواجهة كل من يهدد أمن الوطن وسلمه الأهلي وأمن مواطنيه وحفظ سيادته .
