3 عوامل وراء الإرتفاع القياسي… لبنان أمام “فرصة ذهبية”

يشهد الذهب في الآونة الأخيرة ارتفاعًا قياسيًا، مسجلًا أرقامًا غير مسبوقة في أسواق المال العالمية، وفي هذا السياق، يوضح الخبير الاقتصادي أنطوان فرح، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا الارتفاع الكبير في أسعار الذهب.
ويعتبر فرح أن “السبب الأول هو الاحتدام المستمر في الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب، وبالأخص بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، هو من أبرز العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب، وفي ظل هذه الأزمات الاقتصادية، سعت العديد من الدول في الشرق إلى تقليل تأثير الدولار على اقتصاداتها، ما دفعها إلى زيادة احتياطياتها من الذهب بدلاً من الاعتماد على الدولار، وهو ما أسهم بشكل كبير في زيادة الطلب على المعدن الثمين”.
ويُشير إلى أن السبب الثاني يتعلق بالأزمات العالمية وعدم اليقين الاقتصادي، فالاضطرابات العالمية، بدءًا من حرب أوكرانيا مرورًا بجائحة كورونا، ساهمت في خلق أجواء من عدم اليقين الاقتصادي، في مثل هذه الظروف، يُعتبر الذهب من الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون لحماية أموالهم، مما أدى إلى زيادة الطلب عليه، وهذه الأزمات المستمرة تعد من العوامل الحاسمة التي ترفع أسعار الذهب في الأسواق المالية”.
أما بالنسبة إلى السبب الثالث، يؤكد فرح أنه “يتمثل في تراجع احتياطيات المصارف المركزية حول العالم التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا في احتياطياتها من الذهب خلال السنوات الأخيرة، وبالمقارنة مع قبل عشر سنوات، تبين أن نسبة الذهب في محفظة الاحتياطي لدى هذه المصارف أصبحت ضئيلة، نتيجة لذلك، اتخذت بعض المصارف المركزية قرارًا غير معلن بزيادة نسبة احتياطياتها من الذهب، وهو ما دفعها إلى شراء الذهب تدريجيًا وبهدوء لتجنب أي اضطرابات مفاجئة في الأسواق المالية”.
ولفت إلى أن “هذه الأسباب الثلاثة قائمة حتى الآن، وبالتالي الحديث عن استمرار ارتفاع الذهب إلى مستوى 3 آلاف دولار ما زال مطروحًا، ورغم أن التنبؤ بمستقبل أسعار الذهب ليس أمرًا دقيقًا، إلا أن العوامل الثلاثة التي ذكرها قد تواصل دفع الأسعار نحو الارتفاع، وبالنسبة للبنان، الذي أصبح لديه احتياطي مهم من الذهب، يعتقد فرح أنه من الضروري أن يتم اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن كيفية الاستفادة من هذه الثروة”.
ويوضح فرح، أن “لبنان يمكنه الاستفادة من احتياطي الذهب بطرق متعددة، مثل استثماره عبر صناديق استثمارية أو استخدام جزء منه في مشاريع منتجة يمكن أن تعود بعوائد مالية،كما يمكن أن يتم بيع وشراء الذهب بشكل مدروس لتحقيق أرباح دون المخاطرة بخسارته، وفي كل الأحوال، تبقى الاستفادة المثلى من هذه الثروة أمرًا ضروريًا لتحقيق أقصى استفادة مالية ممكنة”.