هذه حقا طرابلس
من حقها علينا ان ننشر كل ما تقع عليه العين من كلمات تظهر حقيقة مدينة السلام طرابلس التي حاول الكثير ن الباسها ثوبا مزيفا لا يليق ببهائها وصفاء قلوب أبنائها وقد استوقفتني كلمات حب وتقدير خطها الإعلامي الصديق الاستاذ أنطوني جعجع عند مروره بطرابلس فكتب:
الليلة وفي طريق العودة من الشمال عرَّجت على مدينة طرابلس ، هذه المدينة التي يسمونها المدينة الأفقر على ساحل البحر الأبيض المتوسط ..
العتم يلف شوارعها الخالية من السيارات ، وافرحني أن عجقة النهار قد أختفت تماما في وقت لجأ الصائمون إلى منازلهم للإفطار بعد يوم طويل ..
فجأة وفي منتصف طريق معتم ، استوقفني رجل اربعيني وفي معيته أولاده… لم أدرك ماذا يريد واعتقدت لوهلة انه يسعى وراء قرش حلال او لقمة خبز ، قبل أن يقترب وفي يده “صينية” ورقية من البلح ، متمنيا لي مع عائلتي صياما مباركا يتقبله الله ، ثم طلب من أحد أولاده أن يقدم إلينا قارورة مياه …
بعد الشكر والتمنيات المتبادلة انطلقت لأصادف على بعد مئات الأمتار فقط ” حاجزا” مماثلا لصبية يوزعون المياه على كل من يعبر الطريق لا فرق بين صائم او متدين او كافر …
هل هذه هي طرابلس التي يتحدثون دائما عن فقرها وحرمانها وتعصبها وتطرفها .. ؟
هل هذه هي المدينة التي ينسبون إليها ما طاب لهم من تهم ونعوت وشبهات ؟ هل هذه هي المدينة التي يقولون انها تضم أكثر المواطنين ثراء في لبنان … ؟ أين هم ؟ لا أثر لهم لا في الشوارع ولا في الأزقة ولا في أي مكان ..
الليلة اقول للوالد الذي قطع علي الطريق كي يقدم حبة بلح وقطرة مياه … انت منحت طرابلس صفة جديدة …
فقراؤكم هم الأغنياء واغنياؤكم هم الفقراء .. ومنحتني الانطباع بانني في ” قندهار” الشمال اكثر امانا من “سويسرا الشرق ” … ..
لقد كانت الحبة الأغلى والقطرة الأصفى ..
شكرا لك يا سيدي … وتقبل الله صيامك 🙏
أنطوني جعجع