رحلة البحث عن وطن…
بقلم : سارة الخير
بحثاً عن مستقبلٍ افضل ، بحثاً عن حياةٍ كريمة ،بحثاً عن وطن ….
من طرابلس انطلقت عبارة الموت متجهة الى بلادٍ لربما تؤمّن أبسط سبل العيش، خمس ٌ و سبعون شخصاً وضعوا جلّ آمالهم في هذه الرحلة ، لعلهم يجدون الجنة خلف البحار ، تَخَلوا عن كل ما يملكون في هذه البلاد و لربما باعوا اثمن ما يملكون ان وجد.
وضعوا في حقائب سفرهم ارواحهم و ارواح اطفالهم وفرّوا…نعم فرّوا ، من بلادٍ كان يفترض بها أن تكون وطن ، من حكام كان يجب أن ان يكونوا مسؤولين عن حياة شعب ، لكنهم سرقوا ونهبوا و عاثوا في البلاد الخراب ، جعلوا من قطعة السماء ، جهنمٌ على الارض .
أمتارٌ قليلة في عرض بحر لبنان ، جعل من رحلة الخلاص رحلة موت ، لم يُسمح لهم حتى بالهرب من الواقع المرير ، والحلم في مستقبل افضل .
أفواه الناجين تحدثت عما جرى مأكدين أن قارباً تابع للجيش اللبناني هو من اوقع بهم عمداً دون ان يأبهوا لصرخات و مناشدات من هم على القارب الذين كانو يأكدون لهم وجود عددٍ كبيرٍ من الأطفال على متنه .
و الحصيلة عشرات الشهداء والمفقودين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
فمن سيعوض أباً موت أطفاله و زوجةً رحيل زوجهاو طفلاً غرق والده؟
من سيقنع هؤلاء و غيرهم ان لبنان وطن ؟
او أن مرشحي 15 ايار سيصنعون للأجيال مستقبل؟
مَن سيحثهم على الادلاء بأصواتهم ؟
من سيؤمن بعد اليوم ان غداً اجمل ؟