في لبنان …الصحافة الحرة مغامـ ـرة محفوفة بالمخـ ـاطر!
بقلم : رئيسة التحرير الاعلامية ساره منصور
3 أيار يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم. اليوم هو مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ومناسبة أيضا لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتَيْ حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة ،لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقًا.إن الحرية الاعلامية وحرية الصحافة تشكلان ركناً من أركان حرية التعبير وركناً أساسياً لإقامة الدولة الديموقراطية، وقد تكرست هذه الحرية في جميع المواثيق الدولية واعلانات حقوق الانسان.أما في لبنان فقد كرست هذه الحرية في مقدمة الدستور اللبناني حيث ورد صراحة في الفقرة “ج” من مقدمة الدستور اللبناني أن “لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد…”.وهذه الحرية مكرسة دولياً وقانونياً ودستورياً. وخصوصاً في جميع الدول الديموقراطية حيث يعتمد مبدأ الرقابة الذاتية أو ما يسمى بالفرنسية Auto censure بعكس الدول الديكتاتورية، حيث أن الصحافة تخضع مسبقاً لرقابة السلطة العام censure préalable وتبعيتها فحرية الصحافة والاعلام هي إذاً الصلب والركن للدولة الديموقراطية، إلا أن ذلك لا يعني أن ممارسة هذه الحرية يجب أن تكون مطلقة من دون أي قيد. بل أن هذه الممارسة يجب أن تتم ضمن اطار ضوابط وتحت سقف القوانين المرعية الاجراء، وهذا ما أكدته القوانين اللبنانية صراحة. المادة الاولى من قانون المطبوعات نصت على أن “المطبعة والصحافة والمكتبة ودار النشر والتوزيع حرة، ولا تقيد هذه الحرية إلاّ في نطاق القوانين العامة وأحكام هذا القانون”.وكذلك الأمر قيدت المادة 3 من قانون البث التلفزيوني والاذاعي حرية الصحافة بموجب احترام احكام الدستور والقوانين النافذة، فممارسة حرية الصحافة والاعلام كأي ممارسة لأي حق أو حرية يجب أن تقف عند حدود حريات وحقوق الآخرين.الصحافة الصحيحة والموضوعية يجب أن تكون مرآة فعلية للمجتمع وأن تعكس ما يحصل فيه من أخبار حسنة وسيئة لكن ضمن ضوابط قانونية وأخلاقية وإنسانية دون تحيّز أو عنصرية وطائفية.السلطة الرابعة وهي الصحافة والاعلام.وبهذه المناسبة ،نتمنى ان تنال مهنة المتاعب (السلطة الرابعة) الإرتقاء بالمهنة وتطويرها وتحقيق المعادلة المطلوبة من حريات ومسؤولية ومهنية تجعل الصحافة تلعب الدور المنشود، فمن دون حرية التعبير والوصول للمعلومات تضل بوصلة المجتمعات وتضيع حقوقها المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية” فالصحفيّون يتحملون في هذه الظروف التي يمر بها لبنان مسؤوليّات كبيرة في نقل الحقائق والمساهمة في إنجاح المسار الديمقراطي وصون التعددية الفكرية والسياسية”.كما وبينت أن “الصحافة بما لها من تأثير قوي وفعال في صياغة وتوجيه الرأي العام العالمي تعدّ أساساً لإرساء السلام والاستقرار، وبث روح التعاون بين الدول والمجتمعات، وتوجيه طاقاتها للتركيز على القضايا الإنسانية المشتركة التي يتفق عليها المجتمع العالمي، وفي مقدمتها التنمية المستدامة”.و“في هذه الأزمة التي يمر بها لبنان لعب الصحافيين دورا هاما خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن ، وفي الاوضاع السياسية المرتبكة،و الأمنية التي من شأنها أن تعرّض أي صحافي الى حدث أمني يؤثر فيه على شخصه وعائلته ومحيطه ، وبما أن هذه الأوقات عصيبة يحاول قدر المستطاع إخماد لهيب الفتن التي تشتعل حول وطننا من كل حدب وصوب ،ولأن الصحافة الحرّة مغامرة محفوفة بالمخاطر في لبنان ، تحتّم حرية التعبير على الجميع متمثلين بمؤسسات الدولة والمجتمع على حد سواء ترسيخها وتطويرها والعمل على توفير الظروف الكفيلة لممارسة الصحفيين لمهنتهم في كنف الحرّية والمسؤولية والإلتزام بأخلاقيات العمل الصحفي”.“وفّق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، ونتمنى مزيداً من التطور والتقدم للصحافة في لبنان على طريق الحق ”.وتحية إلى كل قلم حرّ أبى أن يمتثل لأوامر الخارج والداخل ,وامتثل فقط لمصلحة الوطن ويؤدّي العمل الصحفي كرسالة لا كمردود مادي ،يحرّفه الفاسدون متى أرادوا من أجل مصلحتهم .زميلاتي وزملائي الكرام دمتم في حفظ الله ورعايته 📰📝🎥#اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة