دول حوض المتوسط تكـ ـافح الحرائـ ـق وسط موجات حرّ شديد… حصيلة بشـ ـريّة عالية وتداعيات بيئيّة!
تستعد اليونان لارتفاع جديد في درجات الحرارة، الأربعاء، فيما تتواصل ال#حرائق والعواصف في دول #حوض المتوسط، مخلفة حصيلة بشرية عالية، وكذلك تداعيات بيئية.لا تزال الحرائق مشتعلة في جزر رودوس وكورفو وإيفيا في اليونان بعدما تسببت الثلثاء بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طياران من سلاح الجو كانا يكافحان النيران.في ايطاليا قتل خمسة أشخاص على الأقل في حرائق في صقلية وعواصف قوية في الشمال يمكن أن تدفع الحكومة الى إعلان حالة الطوارىء في المناطق الأكثر تضررا.أظهرت أشرطة فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب على طول طريق سريع أمام مسافرين مذهولين بالقرب من سيراكيوز بينما التقط مستخدمو الإنترنت صورا لعاصفة قوية قرب فيرونا (شمال).وذكرت وسائل إعلام مساء الثلثاء أنه تم العثور على جثتي مسنين في منزل التهمته النيران وامراة تبلغ 88 عاما قرب باليرمو.من جانب آخر كافح رجال الاطفاء في صقلية طوال ليل الاثنين الثلثاء حرائق عدة، وصل أحدها الى قرب مطار باليرمو الذي اغلق لساعات صباحا.في كرواتيا، اندلع حريق الاربعاء قرب دوبروفنيك، الموقع السياحي والتاريخي. وفي جزيرة كورسيكا بجنوب شرق فرنسا، كافح رجال الإطفاء حريقا كبيرا طوال الليل وتحسن الوضع صباح الأربعاء.في البرتغال، يواصل مئات من رجال الإطفاء العمل على احتواء حريق غابات اندلع الثلثاء في محيط منتجع سينترا السياحي، مما تسبب في ثماني إصابات طفيفة، بحسب الحماية المدنية. وأوضح قائد الحماية المدنية إليسيو أوليفيرا صباح الأربعاء أن الحريق بات “تحت السيطرة”.في الجزائر، هدأت الأربعاء الحرائق العنيفة التي ضربت شمال شرق الجزائر وأودت ب 34 شخصًا لا سيّما قرب بلدة توجة حيث احترق 16 شخصًا وهم أحياء خلال فرارهم.أثبتت شبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” الثلثاء أن موجات الحرّ الشديد التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة كان “مستحيلاً تقريباً” أن تحصل لولا التغيّر المناخي.وخلص الباحثون إلى أن “موجات الحرّ الأخيرة لم تعد أحداثاً استثنائية” وتلك التي ستحدث “ستكون أكثر كثافة وأكثر شيوعاً إذا لم يتم الحدّ من الانبعاثات بسرعة”.– انبعاثات الكربون-مع عواقب وخيمة، قال مرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس الأربعاء إن انبعاثات الدخان من حرائق الغابات في اليونان هي الأعلى لهذه الفترة في السنوات ال 21 الماضية.وأضاف أن حرائق الغابات منذ 17 تموز أنتجت ما يقدر بنحو 1 ميغاطن من انبعاثات الكربون بين 1 تموز و25 منه.وأعلنت الحكومة الأربعاء أن اليونان كافحت أكثر من 600 حريق في الايام ال12 الماضية.وبعد تحسن بسيط الاثنين، بدأت موجة حر جديدة الثلثاء مع حرارة بلغت 42 درجة مئوية فيما ينتظر ان تصل الى 43 و45 درجة مئوية في وسط وجنوب اليونان بحسب الارصاد الوطنية.في أتيكا، منطقة أثينا التي تشهد موجة حر شديد منذ أكثر من عشرة أيام، ستصل الحرارة الى ما بين “43 و 44 درجة مئوية” بحسب المصدر نفسه.أغلق الأكروبوليس في اثينا أبوابه الاربعاء عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (8,00 ت غ) بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المعلم الأثري الذي يستقطب أعلى عدد من الزوار في البلاد، بحسب وزارة الثقافة.وستبقى كل المواقع الأثرية في البلاد مغلقة الأربعاء في ساعات النهار الأكثر حرا بين الظهر والخامسة بعد الظهر، كما حصل الأسبوع الماضي خلال أول موجة حر في أوج عطل الصيف.واليونان المعتادة على موجات الحر في الصيف، تقع في شرق المتوسط إحدى “النقاط الأكثر سخونة” في الاحترار المناخي وتشهد حاليا واحدة من أطول موجات الحر في السنوات الماضية بحسب خبراء الأرصاد الوطنية.وقال مرصد أثينا الوطني إن الرقم القياسي المطلق سجل في العاصمة في حزيران 2007 ، مع 44,8 درجة مئوية. وعلى الصعيد الوطني، بلغ في تموز 1977، 48 درجة مئوية في إلفسينا قرب أثينا.– حداد –يواصل حوالى مئة عنصر إطفاء الأربعاء مكافحة النيران في إيفيا حيث قتل طياران في سلاح الجو اليوناني حين تحطمت قاذفة المياه التي كانا يقودانها في واد.وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس “لقد ضحيا بحياتهما أثناء قيامهما بانقاذ ارواح”. وأعلنت قيادة أركان الجيش اليوناني الحداد لثلاثة أيام.في هذه الجزيرة أيضا عثر على جثة متفحمة لضحية ثالثة. وحضرت الشرطة الى المكان للتحقق مما اذا كان راعيا فقد منذ الأحد.في رودوس حيث تشتعل النيران لليوم التاسع على التوالي، يحاول 266 رجل اطفاء بدعم من ثلاث مروحيات وطائرتين إخمادها.ويتزايد غضب السكان خصوصا في القسم الجنوبي من هذه الجزيرة السياحية.وقال فاسيليس الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه الكامل، “ليس لدينا لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات منذ أسبوع”.ويسيطر على ساحل الجزيرة جو كئيب، فالشوارع مقفرة والأبواب مغلقة ولا يُسمع غير صوت سيارات الإطفاء ومركبات المتطوعين. وقال خريستوس كيتسوس، أحد سكّان الجزيرة الذي يعمل في فندق فخم، أنّ “ليس هناك ما هو اسوأ من الذي نعيشه اليوم”. وأضاف “السلطات فشلت، رئيس البلدية والمحافظ والحكومة جميعهم!”.في كورفو، يكافح النيران التي بدأت الأسبوع الماضي 62 رجل إطفاء تؤازرهم طائرتان ومروحيتان.في غرب البيلوبونيز، وعلى جبهة رابعة كبرى، كان 140 رجل إطفاء ومروحية يعملون على إخماد حريق غابات.وفيما هزت صور الغابات المتفحمة اليونان برمتها، حذر ميتسوتاكيس الثلثاء من ان مكافحة الحرائق تبقى “صعبة”.وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي خصص لهذه المسالة “نعيش تداعيات أزمة المناخ… أمامنا صيف صعب”.