خاص :(الصحافة اللبنانيةlebpress)

عيدك يا وطن ممزوج بحرقة أمل ونضال ..!


بقلم: رئيسة التحرير الاعلامية ساره منصور

ككلّ عام، يُطلّ علينا الأول من آب، حاملاً معه عيد الجيش اللبناني المُفعم بعواطف المحبة الصادقة، وإذا كان الأول من آب هو اليوم الذي نحتفل فيه بمناسبة عيد الجيش فإنّ كل يوم من أيام العسكريين هو مناسبة للالتزام والتضحية بلا حساب حفاظا على الأمن والعيش المشترك …
في عيدك يتعثر القلم، وتخجل العبارات، لعجزها عن التعبير، وعدم قدرتها على إيفاء حق جنودك الأبطال، فكلّ فرد منك ضحّى بنفسه، بوقته، بحقوق عائلته الصغيرة في سبيل صون عائلات لبنان، ومنحهم الشعور بالاستقرار، ويستمرون لأيام لا يذوقون فيه النوم مطلقا دون وجود فرصة للراحة ،لكن هذا العام جاء عيدك ياوطن ممزوج بحرقة أمل ونضال ،جاء حاملا معه كل الحزن والقلق ،كيف لنا أن نقدّم لكم التهاني ونحن من انتخبنا طبقة سياسية فاسدة ،حرمتكم من أبسط حقوقكم،سرقت تعبكم وألمكم وسهركم ،و زجّتكم في وجه المواطن الموجوع ،طبقة فاسدة حرمت العسكر من كل شيئ حتى باتت رواتبكم لا تكفي لأسبوع واحد أو أقل ،كيف نعايدكم وبمن نحتفل هذا العام ؟…
أنحتفل بمن بقي مجبرا ؟ أم نحتفل بمن ينتظر لساعات سيارة كي تقلّه الى مكان خدمته البعيدة لأن ترتيب الجيش في المناطق جعل كل عسكري يقضي نهارا كاملا حتى يصل الى مركز خدمته او حتى الى منزله ،،يجد الجيش اللبناني نفسه مهددا بوجوده من قبل هذه الطبقة السياسية اللبنانية التي حرمت الجنود ليس فقط من المواد الطبية والوقود وغيرها من المواد الاساسية التي يحتاجها أي جيش، ولكنها حرمتهم حتى من أكل اللحوم في وجباتهم اليومية، وأرغمتهم على السعي لوظائف ثانية وثالثة لتوفير الحد الأدنى من الغذاء لعائلاتهم. بمعنى آخر، هذا أول نظام سياسي في منطقة الشرق الاوسط يعمل على تقويض المؤسسة الوحيدة الوطنية التي كانت توفر الحد الادنى من الامن في البلاد، كل هذا لم تيأسوا ولا زلتم في الصفوف الأمامية في الدفاع عن الوطن والمواطن من الداخل والخارج،تتحملون وزر ما لا اقترفت أيديكم بل اقترفته أيدينا في الانتخابات، اليوم تتصدر الشاشات كلمات التهنئة والشكر والمحبة والعرفان من الالسنة المنافقة ،آلاف العبارات الفارغة مضمونا لا يوفون الجنود الذين تركوا أهلهم وبيوتهم ليخدموا الوطن واهله ،آلاف العبارات لن ترضي عائلاتهم الذين يعلمون بأن أولادهم يبيتون دون غذاء ، كل العبارات المعتادة لن ترضي من تخلّى عن طموحه وعمله ليخدم وطنه بالمقابل انخفضت قيمة رواتب أفراده من ضباط وجنود …

جيشنا البطل أنتم الضمانة التي لا تخذل، والامان الذي ترنو اليه القلوب والقبضة الحديدية التي خنقت وتخنق في كل حين من يريد العبث بأمننا واستقرارنا،الكلام يكثر والحديث يطول، ويبقى الفعل هو الشاهد والدليل على حقيقة أنّ الجيش كان وسيبقى سياج الوطن، قدمتم الكثير من الشهداء على مذبح التضحية والوفاء، تلك الدماء الزكية التي روت أرض لبنان أملا وعطرا ،وارتقوا شهداء في سبيل رفعة الوطن وحريته واستقلاله.
بوركتم يا من وقفتم صامدين على الرغم من كل الصعوبات وبذلتم التضحيات تلو التضحيات غير مبالين بالعقبات والصعوبات، لقد اثبتم للعالم المتحضر كيف تكون الجيوش العظيمة، وكيف يحافظ الجندي على مبادئ الوطنية والشرف والكرامة.

إن سرّ صمودكم يعود الى حكمة قيادتكم وحزمها ومواقفها المبدئية التي لا يعتريها التردد واليأس، فَــسَـلاماً لكم ياحُـماة الوطـن،ويا أملنا الوحيد ،سلاما من قُـلوبٍ تنــامُ وتصحــى ونبضهــا واحدٌ يدعو لكم بالنصــرِ والسلامــةِ أينمــا تكونوا أيهـا العُظـمـآء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى