مخيم عين الحلوة وخيارات محور الممانعة البديلة في الأوضاع المأزومة
لم يكن مستبعداً عودة الحماوة الى مخيم عين الحلوة رغم المساعي التي قامت بها الأطراف التي ترتبط بعلاقات مع الفصائل الفلسطينية بدءاً من حركة “فتح” الممثل الشرعي للسلطة الفلسطينية التي تملك السلطة الاوسع على مساحة المخيمة التي لا تتجاوز الـ2 كلم مربع رغم تمدده باتجاه اطراف صيدا يضاف وصولاً الى التنظيمات التكفيرية التي تكاثرت بعدما انقسمت على نفسها وتفرعت منها تجمعات وفرق بعضها تمكن من فرض نفسه داخل المخيم الذي بات مقسماً الى مربعات تتمتع بأمنها الذاتي لا يمكن خرقه من أي فصيل او فريق آخر، وهو ما تجلى واضحاً عند أي احتكاك فردي بين هذه المربعات حيث كانت الأمور تنتهي بتسليم منتهكي الخطوط الحمراء التي فرضت نفسها على هذه البقعة وفق مصدر متابع لوضع المخيمات.الاحداث الأخيرة وفق المصدر تختلف جذرياً عن تلك التي كانت تجري سابقاً والتي كانت تقتصر على اغتيال شخصية او عنصر من أي فصيل تنتهي اما بتسليم القاتل او التصفية.الخطير في ما حصل خلال الأيام الماضية هو اغتيال أبو أشرف العرموشي الراس الأمني لحركة “فتح” الذي حصل بطريقة شنيعة أشبه بالإعدام حين تمن تصفيته مع مرافقيه، ما يؤشر الى أن الهدف كان القضاء على رأس حربة الحركة استتبعت بشن هجوم على مراكز “فتح” ورغم محاولة تنظيم “جند الشام” والمجموعات التكفيرية إلباس العملية ثوب التصفيات الداخلية ضمن حركة “فتح”، ولكن المعطيات على الأرض أثبتت ان عملية الاغتيال نفذت من احدى المدارس التي يسيطر عليها تنظيم “جند الشام” وان الأسماء بات معروفة ومؤكدة لناحية المنفذين وعلى رأسهم بلال بدر، عمر الناطور برفقة مجموعة من الإسلاميين المتشددين المرتبطين بأطراف خارجية متطرفة.ويضيف المصدر الى ان الهجومات تركزت على اثر اغتيال العرموشي على جبهة “الطوارئ” وحي “التعمير” والبركسات” و”الحي التحتاني” الذي تتركز فيه حركة فتح حيث دارت المعارك بين الطرفين والتي لم يتمكن أي منهما من حسمها.اثر الاتفاق الذي حصل مساء اول من امس على وقف اطلاق النار حاولت مجموعات جند الشام القيام بهجوم للسيطرة على معقل العرموشي الذي يعتبر المركز الأساسي للحركة حيث قتل المدعو ي.ع من فتح بقذيفة “أر.بي.جي”، ورغم الجهود التي شاركت فيها النائبة بهية الحريري وفعاليات صيدا وحتى من المطارنة في المنطقة والشيخ ماهر حمود الذي تربطه علاقة جيدة مع جميع الأطراف الا ان وقف اطلاق النار مازال هشاً، لارتباط المجموعات بالداخل اللبناني وبالخارج.وعن دور “حزب الله” في الصراع داخل المخيم من خلال الكلام الذي ادلى به عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” محمد الحوراني لإحدى المحطات التلفزيونية، حيث أكد ان “جند الشام” دخلت الى أحد أحياء المخيم التي لا تخضع لسيطرة الامن الوطني الفلسطيني بمعرفة حزب الله وبسكوت كل الأطراف “مذكراً بطرح الحركة ان تكون كل المخيمات خالية من السلاح لأنه بعيد كل البعد عن الجبهة الإسرائيلية”، رأى المصدر ان التنسيق قائم على قدم وساق مع “حركة امل” و”حزب الله” لتثبيت وقف اطلاق النار.غير ان مصدر آخر اعتبر ان أي تصعيد على الساحة اللبنانية أمنياً “له ضلع فيه حزب الله” ومن يعتبر العكس يريد التعتيم على الحقائق كون الحزب صاحب القدرة الحركية الوحيدة والقوة الاستطلاعية الأمنية والسلاح التي تمكنه من تحريك الأمور في أكثر من منطقة لاسيما وان امتداداته باتت تغطي مساحة لبنان عملياً ان في المناطق المسيحية وفي عكار حيث بات له موطئ قدم لا يستهان به، وفي طرابلس واطراف الضنية، وبالتالي أي اخلال بالأمن يخدم مصلحة “حزب الله” ، الذي يستفيد من أي ارباك ويستطيع التحكم بالمجموعات لاسيما الإسلامية لتوجيه رسائل معينة لاسيما في صيدا، لأنها لو كانت تشكل خطراً فعلياً عليه لما سمح لها بالتسلح الذي له مداخله الواقعة تحت مراقبة الحزب.ما حصل في المخيم من اشتباكات تجاوزت في حدتها وفترتها الزمنية تلك التي كانت تحصل بشكل متقطع، لا بد من وضعها في اطار الرسائل التي يريد “حزب الله” توجيهها انه الطرف الوحيد والدرع الواقي من “البعبع” الفلسطيني، وحتى النازح السوري الذي يصنف أكثريتهم بالإرهابيين، وهو بنفس الوقت يعطي المبرر لاستمرار احتفاظه بسلاحه مع انتفاء إمكانية حصول أي حرب او اشتباك مع “العدو الإسرائيلي” والأيام الماضية اثبتت ان ما حصل على الحدود من احتكاكات وصواريخ متفرقة والخيم المستحدثة، لم تتطور الى استنفار حقيقي انما اقتصرت على التهديدات الكلامية من الطرفين.