ما أسباب تأثر المغرب بالزلازل؟.. تعليق أمريكي على خطورة مركزه في مراكش!

قبل كارثة 9 سبتمبر 2023 التي ضربت البلاد، لم يشهد المغرب زلازل مدمرة كثيرة خلال العقود الماضية، رغم وقوع جزء منه على خط زلزالي في منطقة البحر المتوسط، فما أسباب تأثره بهذا الزلزال العنيف.
– أسباب تأثر المغرب بالزلازل
مقارنة ببلدان البحر المتوسط الأخرى، يتأثر المغرب بنشاط زلزالي “معتدل”، يرتبط إلى حد كبير بالتقارب بين الصفائح التكتونية في أفريقيا وأوراسيا.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن منطقة البحر المتوسط تنشط زلزالياً بسبب التقارب الشمالي بين الصفيحة الأفريقية مع الأوراسية، الذي بدأ منذ حوالي 50 مليون سنة، وارتبط بإغلاق بحر “تيثس” الموجود في حقب الحياة القديمة.
ويعد البحر المتوسط الحالي هو ما تبقى من بحر “تيثس” الذي كان محيطاً في عصور ما قبل التاريخ خلال معظم عصر الدهر الوسيط وعصر حقب الحياة الحديثة المبكر.
وبحسب حصيلة جديدة صادرة عن وزارة الداخلية المغربية، فقد قُتل 632 شخصاً وأصيب 329 بجروح في زلزال قوي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، متسبباً بأضرار جسيمة.
وجاء في بيان للوزارة، السبت: إنه “إلى حدود الساعة السابعة صباحاً (توقيت غرينتش نفسه)، سجلت 632 وفاة و329 إصابة، من بينها 51 إصابة خطيرة”.
– تعليق أمريكي
قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: إن مركز الزلزال الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، يقع بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بعد حوالي 70 كيلومترا (43.5 ميلا) جنوب مراكش.
وأوضحت الهيئة الأمريكية: إن زلزال، الجمعة، كان “قوياً بشكل غير عادي” بالنسبة لهذه المنطقة المغربية، فيما ذكرت الهيئة الفدرالية أن “الزلازل بهذا الحجم في المنطقة غير شائعة، لكنها ليست غير متوقعة”.
وأضافت: أنه “منذ عام 1900، لم تكن هناك زلازل بقوة 6 درجات على مقياس ريختر وأكبر في نطاق 500 كيلومتر من هذا الزلزال، كما لم تحدث سوى 9 زلازل بقوة 5 درجات وأكبر” خلال الفترة عينها.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ومقره الرباط، أن قوة الزلزال الحالي بلغت 7 درجات على مقياس ريختر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز وسط البلاد.
ومن جانبها، ذكرت الهيئة الأمريكية أن مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومترا (11 ميلا) تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال)، وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة
وأضافت الهيئة: “من المعروف أن الزلازل الكبيرة في جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط تنتج تسونامي كبيرة ومدمرة، وأحد الزلازل التاريخية الأكثر بروزا داخل المنطقة هو زلزال لشبونة في 1 نوفمبر 1755، الذي قدر حجمه من البيانات غير الآلية بنحو 8.0”.
وتابعت: “يعتقد أن زلزال لشبونة عام 1755 قد وقع داخل أو بالقرب من صدع تحويل جزر الأزور وجبل طارق، الذي يحدد الحدود بين الصفائح الإفريقية والأوراسية قبالة الساحل الغربي للمغرب والبرتغال”.
وتوقعت الهيئة الأمريكية “احتمال حدوث أضرار كبيرة ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق”، مشيرةً إلى أن العديد من الأشخاص في المنطقة يقيمون في مبان “مهددة بشدة خلال الاهتزازات الزلزالية”.