حطب عكّار يُباع في سوريا!
التهريب عبر الحدود البرية مع سوريا هو أحد أوجه التهريب الرائج هذه الأيام. كل السلع والحاجيات صارت بضائع للتهريب، ولا تقتصر اللائحة على تهريب الأشخاص والبضائع والمحروقات، فهناك مواد جديدة أضيفت ودخلت على الخط، ومنها تهريب الحطب.
المعلومات عن التحطيب والقطع الجائر للأشجار، وعن عصابات قطع الأشجار التي تسرح وتمرح ليلاً ونهاراً في قرى عكار، ولا سيما الجردية منها؛ ومن دون رادع، كلها أصبحت معروفة لدى القاصي والداني. لكنّ التقاعس الأمني في مكانٍ ما عن ردع هؤلاء المرتكبين في حق الطبيعة والبيئة والناس، والتقاعس الحكومي أيضاً، ولا سيما من الوزارتين المعنيتين بالملف بشكل أساسي، (الزراعة والبيئة) أدّيا إلى تمادي عصابات قطع الأشجار وإلى توسيع نطاق عملهم. فبعدما وصل الحطب العكاري إلى مختلف المناطق اللبنانية بسعر يتراوح بين 100 و150 دولاراً أميركياً للطن الواحد، علمت «نداء الوطن» أنّ تجار الحطب والفحم وصلوا بحطبهم إلى سوريا، خصوصاً مناطق في حمص وتلكلخ وطرطوس وغيرها من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية-السورية.
وأشارت المعلومات المستقاة من مهتمين بهذا الشأن إلى أنّ «تجار الحطب لبنانيين وسوريين، استغلّوا الأزمة الأخيرة في سوريا، التي أدّت إلى ارتفاع كبير في أسعار المازوت، وحتى الحطب، فتمادوا في قطع الأشجار في غابات لبنان، ولا سيما في عكار، وصدّروا الحطب بطرق غير شرعية إلى سوريا».
وتضيف المعلومات «مع اقتراب فصل الشتاء وحاجة الناس إلى التدفئة، فإنّ تجاراً في المناطق الساحلية السورية يشترون الحطب من المناطق الحدودية اللبنانية ويتولون بيعها في العديد من المناطق في الداخل السوري، ومنها مناطق دمشق وريفها، وبينما يباع طن الحطب في لبنان ما بين 100 و 150 دولاراً أميركياً في أحسن الأحوال، وأحياناً يضطر البائع إلى نقل حطبه من عكار أو الضنية إلى جبيل وبيروت ومناطق أبعد، فإنّ الطن الواحد يسلّم إلى تجار على المناطق الحدودية الشمالية بسعر 200 إلى 250 دولاراً أي لمسافة أقل وسعر أعلى».
أبو عبده (اسم مستعار)، بائع حطب يعترف أنّ «هناك طلباً من سوريا على الحطب اللبناني بشكل كبير؛ ونحن نسلّم حمولاتنا ونبيعها لتجّار لبنانيين أو سوريين في قرى حدودية كالعبودية والعريضة وأكروم والوادي، وهؤلاء بدورهم يبيعونها لتجار في الداخل السوري لا أدري بالتحديد بكم السعر، ولكن أسمع بأنها تباع ما بين 4 و 5 ملايين ليرة».
يشار إلى أنّ شاحنات محمّلة بالحطب تجوب المناطق ولا أحد يسألها عن وجهتها، وهي بالعموم شاحنات قطّاع الأشجار وتجار الحطب تتّجه إلى زبائنها أكانوا في الداخل اللبناني أم في سوريا.