إلى جميع الدول… “حلّوا عن” المناخ والمياه واتركوا الطيور والأسماك وشأنها!
ماذا لو طالبنا كل الدول بأن تترك الطبيعة وشأنها، وبأن تبتعد عن المياه، والبيئة، والمناخ… على طريقة أن “تحلّ عن” كل ما له علاقة بها.
الصحراء
فالطبيعة موجودة منذ عصور، وقد أثبتت قدرتها على التكيُّف، والتعافي الذاتي… على مدى أجيال وأجيال، وهي لا تنتظر دولة X أو دولة Y، ولا الغرب أو الشرق، ولا ابتكاراتهما، وتكنولوجياتهما… لتتمكّن من الاستمرار.
وبالتالي، من قال إن الصحراء يجب أن تكون خضراء مثلاً؟ ومن قال إن كل أنواع الزراعات يجب أن تنبت في كل المناطق الجغرافية الموجودة على الأرض؟ ومن قال إن نِسَب المياه والأمطار والثلوج يجب أن تكون بمعايير موحّدة أو شبه موحّدة، في كل أنواع المناخ؟
محاولة احتكار
“حلّوا عن” المياه، والأمطار، والطبيعة، والمناخ، والشمس، والرياح، والصحاري، والمحيطات، والبحار…، واتركوا العصافير، والطيور، والحيوانات، والديدان، والحشرات، والأسماك، وكل أنواع الكائنات البرية والبحرية… تعيش بحرية، واتركوا الطبيعة وشأنها، فهي ليست بحاجة لا الى ابتكارات بشرية، ولا الى تكنولوجيا حديثة.
فجمال الصحراء برمالها، وليس بخُضرة مُصطَنَعَة فيها. وجمال المياه، والرياح، والشمس، و…، بالحياة التي توفّرها لكل الكائنات، وبإمكانية الاستفادة الجماعية منها، وليس بمحاولة احتكار الأمكنة الأكثر غنى فيها.
يحقّ لهم
أشار المهندس الزراعي حنّا مخايل الى أن “كثيراً من الدول لم تَكُن تنتبه الى القضايا المتعلّقة بالطبيعة والبيئة والمناخ قبل 40 عاماً، بينما بات لديها قدرات مالية، وأخرى على مستوى الأدمغة حالياً، من أجل الاستثمار بتلك الملفات. ويحقّ لتلك البلدان أن تحصل على فرصتها في هذا المجال”.
وحذّر في حديث لوكالة “أخبار اليوم” من أن “الحلّ لن يكون يوماً بتنظيم المؤتمرات الضخمة بين عام وآخر، ولا بالكلام الكثير. فهذا إضاعة للوقت لن يوصلنا الى مكان. ولكن إذا كان لدى أي دولة فكرة جيّدة على صعيد المناخ والبيئة، فلا مشكلة بعرضها وربما تجربتها. فهذا قد يشكل قيمة مُضافة للبشرية في مدى بعيد، يساهم بمنع حصول كوارث طبيعية أو زراعية أو مناخي
وأضاف:”أمضت الدول العظمى عقوداً من التجارب، ولم توصلنا الى مكان. ويحقّ لباقي الدول أن تحاول، إذ قد تكون مُنتجة على هذا المستوى أكثر. وبالتالي، لا بدّ من جعل كل البلدان والأطراف يتحمّلون مسؤولياتهم، ويقومون بما يقولون لنا إنه مُفيد، بموازاة عرض نتائج ما يفعلونه. فإذا فشلوا وتسبّبوا بأذى للطبيعة، يُحاسَبون، وأما إذا نجحوا، فسيُثبتون أنهم يستحقّون الثّقة”.
تحذير…
وردّاً على سؤال حول عدم حاجة الطبيعة الى كل هذا الكمّ الهائل من التكنولوجيا الحديثة، أجاب مخايل:”قوة التكنولوجيا تكمن بسرعة نتيجتها. وهنا لا بدّ من التنبيه الى أن التداعيات المستقبلية للابتكار التكنولوجي الحديث، ولاستعمال الذكاء الاصطناعي في مسائل تتعلّق بتلك الملفات لم تظهر بعد، ولا يمكننا أن نعلمها خلال وقت قريب بدقّة”.
وختم:”بعض أنواع المبيدات اعتُبِرَت ثورة للزراعة في الماضي، فيما تبيّن خلال أوقات لاحقة أن آثارها كانت سلبية. وبالتالي، التحذير واجب دائماً، على أمل أن تنعكس التكنولوجيات الجديدة، من برامج و”روبوتات” وغيرها، على الأعمال الزراعية بشكل أفضل، وبعيداً من إدخال البشرية في مشاكل جديدة