إدلب:القصف يتركز على طريق ال”إم 4″..لإحياء”الممر الآمن”
يؤشر شريط القصف الذي يمتد من دارة عزة بريف حلب الغربي وصولاً إلى أريحا جنوبي إدلب وانتهاء بجسر الشغور بالقرب من الساحل السوري إلى خطط مبيتة لدى روسيا والنظام السوري، تستهدف افتتاح الطريق الدولي اللاذقية – حلب “إم 4” أمام الحركة التجارية.
وبالرغم من أن تصعيد النظام على إدلب بدأ قبل أيام، إلا أن كثافة القصف المدفعي والصاروخي بدت غير مسبوقة عقب حادثة الكلية الحربية حيث طاول القصف معظم المدن والقرى المتاخمة للجبهات بعمق لا يقل عن 15 كيلومتراً.
ويرى مراقبون أن النظام وبموافقة من روسيا يسعى إلى الخروج من أزماته الخانقة من خلال حالة التسخين التي قد تتطور إلى تصعيد بالطيران الحربي الروسي، والتي من شأنها العودة إلى تفاهم “الممر الآمن” الموقع بين تركيا وروسيا في آذار/مارس 2020.
ويتضمن بروتوكول “الممر الآمن” إنشاء منطقة منزوعة السلاح تضم مسافة بعرض 12 كيلومتر شمالي وجنوبي الطريق الدولي حلب – اللاذقية، بهدف تأمين طريق الترانزيت الدولي الذي يشكل صلة الوصل بين ميناء اللاذقية وحلب مروراً بمعبر باب السلامة مع تركيا.
تفعيل أستانة
وتحتاج تسوية ملف طريق اللاذقية – حلب إلى توافق بين كل من تركيا وروسيا والنظام بصورة خاصة ومن ثم إيران، وغالباً سيكون أي تفاهم ناجم عن التصعيد ضمن حده الأدنى بسبب حالة الضعف والتخلخل الاقتصادي التي تعتري مجموعة دول أستانة.
ويقول المحلل السياسي فراس علاوي إن استهداف النظام لمناطق المعارضة وبعمق معين على طول خط الاشتباك يدل على موافقة روسية على التصعيد. ويضيف ل”المدن” أن شريط القرى والمدن الذي بات مشتعلاً يعني البحث عن اتفاق سياسي في ظل الانغلاق الذي شهدته أطراف أستانة، حيث يدفع الروس باتجاه البحث عن مخرج جديد بعد إعلان موت المسار.
ولا يرجح علاوي ذهاب النظام إلى عمليات عسكرية مفتوحة، مرجحاً أنه “سيبقى ضمن حدود القصف المدفعي، و قد تسانده المقاتلات الحربية الروسية، بهدف إعادة تفعيل محور أستانة الذي يعد حاجة روسية تتقاطع مع مصلحة النظام أيضاً”.
وحول نهاية مسار التصعيد الذي يبدو أنه يستبق المفاوضات بين النظام وتركيا يوضح علاوي أن المنطقة غالباً ستذهب نحو تفاهم ما، قد يتضمن تسيير دوريات عسكرية تركية – روسية على الطريق الدولي (إم 4).
ضغط على تركيا
ولا يمكن الذهاب فوراً إلى افتتاح طريق الترانزيت أمام الحركة التجارية في حال توقف التصعيد، بل من المرجح أن تتفق تركيا وروسيا على تخفيف حالة التوتر ثم بحث ملف طريق ال”إم 4″ والتوصل إلى تسوية حوله، بحسب حديث المحلل السياسي درويش خليفة ل”المدن”.
ويضع خليفة مسار تصعيد النظام على إدلب ضمن “ردة الفعل على فشل زيارته إلى الصين وعدم حصوله على أي حلول تخص وقف التأزم الاقتصادي والتدهور المعيشي، ما يعني أن اللجوء إلى شن حملة ضد مناطق المعارضة سيكون الحل الأمثل لاستعادة النظام ثقة حاضنته الشعبية المترنحة”.
ولا يستبعد خليفة لجوء النظام إلى التمدد العسكري في المنطقة، بالأخص إذا تواصل القصف واستهداف وتهجير المدنيين دون رد حاسم من جهة تركيا، وبالتالي ستتشكل حالة إنسانية على الحدود تضغط على تركيا وتجبرها على تقديم تنازلات للنظام لوقف القصف والعمليات الحربية.