كفى تطبيعاً”… جنبلاط: الحل بالكفاح المسلح!
كتب النائب السابق وليد جنبلاط على منصة “اكيس” الاتي:
“في الايام الصعبة يقع الفرز والدول التي تدعي الحضارة واحترام حقوق الانسان تعود الى جذورها الاستعمارية فتاريخها ملطخ بدم الابرياء من الجزائر الى سائر الشعوب العربية.
ان ادانة فرنسا وبريطانيا واوروبا عملية حماس نقطة عار جديدة في سجلهم الاسود فلسطين والقدس ستبقيان للعرب والمسلمين.”
فاجأت المقاومة الفلسطينية العرب أجمع بالعملية العسكرية التي أطلقتها بشكل مباغت من قطاع غزّة، وتمكنت فيها من الدخول إلى مستوطنات إسرائيلية والسيطرة عليها. كانت الضربة الأولى مدوية، فسحب الفلسطينيون البساط إلى جانبهم، وربحوا المعركة أو ربما الحرب الطويلة من لحظتها الأولى، بناء على الإقتحام أو العبور، وبناء على عمليات الأسر التي نجحوا في تسجيلها بالإضافة إلى عدد الإصابات التي حققوها. وما هو أبعد من ذلك، مشهد الهروب الكبير للكثير من المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنات محيط قطاع غزة، فهو مشهد غير مسبوق.
المعركة والعبور والمشاهد، تذكّر وليد جنبلاط بحرب أوكتوبر، وهي الحرب التي انتصر فيها العرب، تعليقاً على العملية وتداعياتها يقول جنبلاط لـ”المدن”: ما يجري في فلسطين يأتي في السياق الطبيعي للتاريخ، فهذا شعب محروم ومقاتل ومهما كانت قدرة اسرائيل التدميرية وتأييد الغرب، فإن هذا الشعب سينتصر وما يجري اليوم أبرز دليل على ذلك.” مضيفاً:” طبعاً معركة الإنتصار ستأخذ الكثير من الوقت ولكن الشعب الفلسطيني لم يعد لديه شيء ليخسره.”
يشير جنبلاط في تعليقه على العملية إلى أن هناك دقة وتفوقاً في التخطيط لدى المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وهناك خبرة تشبه خبرة حزب الله كما غيرهما من حركات التحرر. المعركة كبرى، و”تذكرني بحرب أوكتوبر، وهذه دائماً تؤكد تحطيم مقولة تفوق الجندي الغربي والإسرائيلي، هم يتفوقون في التكنولوجيا فقط، ولكن القدرة البشرية لدى المقاومة دائماً ما تجد طريقها إلى التفوق”.
كفى تطبيعاً
ويضيف جنبلاط:” على من يفكر بأن طريق فلسطين تمر بالتطبيع أو أن التطبيع يمنح الحماية فهذه نظرة خاطئة، ولا بد من اعطاء الحق للشعب الفلسطيني، وما يجري هو درس للجميع، كفى تطبيعاً ويكفي للسلطة الفلسطينية أن تتأمل في حل الدولتين، الحلّ هو بالكفاح المسلح.” ويقول:” اسرائيل التي يهرع إليها بعض العرب لطلب حمايتها أو التنسيق الأمني معها فهي بحاجة اليوم وغداً إلى الحماية، طالما أن المشكلة الأساسية التي تتجلى بالحق الفلسطيني بالعيش والكريم وبناء دولة لم يتحقق. فهذه لا يمكن حلها لا بالمال ولا بالتطبيع ولا بالرحلات الجوية، بل بالعودة إلى الأساس، أي الأرض مقابل السلام، ولكن يجب إخلاء الأرض أي المستوطنات، وإلا ستكون الدوامة طويلة.
فيديوهات هروب المستوطنين
يسجّل جنبلاط مشاهدته للصور والفيديوهات التي ترد من اسرائيل وكيف يعمل الجيش على اخلاء طائرات الأف 16 بالحاملات، فلم يجرؤوا على تطييرها، كما أن مشهد هروب المستوطنين، يحمل مؤشرات واضحة حول حالة الضعف والإنهزام. يشير جنبلاط إلى أنه لا يمكن معرفة كيف ستتطور الأمور، فقد ظن الإسرائيليون أنهم قادرون على تعزيز جبهاتهم، وفشلوا، وكل نظريات التفوق العسكري والقبة الحديدية كلها بلا طعمة.
انا مع التسوية
أما في لبنان فيرى جنبلاط أن المطلوب هو الذهاب إلى حوار وطني، وهذه أكثر لحظة مؤاتية، ومن يرفض الحوار يرفض مسار التاريخ ويخرج منه، والحوار يجب أن يكون حول الرئاسة، وحول تنظيم اللجوء السوري، فيكفي حملات التحريض العنصري على السوريين، ولا بد من القيام بالبحث عن حل المشكلة بالتنسيق مع المنظمات الدولية، التي تستطيع أن تعيد النظر بهذا الموضوع، وتعمل على تنظيم المساعدات لإقامة المخيمات للاجئ السوري على الحدود، وفي أماكن معينة أو في مشاعات.”
بعد كلام نصر الله حول اللاجئين يقول جنبلاط:” اتصلت بوفيق صفا لسؤاله عن ماهية هذا الموقف، فقال لي لقد أسيء فهمه، فسألته كيف أسيء فهمه، هكذا تظهّرون أنفسكم أنكم شركاء في استقدام اللاجئين، بينما يجب العمل على تنظيم الوجود وتفادي تفاقم المشكلة وتفادي حصول إشكالات. ويختم جنبلاط بالقول:” آن الأوان أن نخرج من هذه الدوامة ومن أجل لبنان الذهاب للإتفاق على انتخاب رئيس، وأنا من أصحاب نظرية التسوية، بغض النظر عن كل التفاصيل التي يشغل اللبنانيون أنفسهم بها