“حزب الله سيتدخّل في المعركة بهذا التوقيت”… مصادر “تُحلّل”!
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى التي تقودها حركة حماس، تلاحق التساؤلات حزب الله عن إمكانية تدخله في تلك المعركة سواء من الجبهة اللبنانية أو السورية، وإذا ما كانت هناك احتمالية بالفعل لأن يفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.
وكشف مصدر مقرّب من حزب الله لـ”عربي بوست”، أن لدى الحزب خطة محضرة مسبقاً مع سيناريوهات محتملة، تقوم على مجموعة خطوات ومسارات، وهي أن الحزب لا يعطي أي جواب على أي سؤال من أي طرف إقليمي أو عربي. يأتي هذا رغم توافد أطراف إقليمية إلى لبنان، وتحديداً مصر.
ويصرّ حزب الله على عدم إعطاء أي جواب واضح لأي طرف وترك الأمور مفتوحة دون أجوبة عن ماهية تصرفاته وخطواته المقبلة في هذه الحرب، بمن فيهم الحكومة وقيادة الجيش اللبناني.
وأوضح المصدر، أن حزب الله لديه سياق مترابط حول طبيعة تدخله في الحرب، وهي تقوم على التالي: “كلما توسّعت الحرب وانخرطت إسرائيل وحلفاؤها في المعركة، كلما استخدم حزب الله أوراقه التي يمتلكها”، وهي بالترتيب على الشكل الآتي:
تكثيف عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية عبر الحدود اللبنانية والسورية بما في ذلك التسلل وإطلاق الصواريخ والقذائف واستهداف دوريات إسرائيلية.
الاستمرار بالقصف على مواقع في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا على اعتبار أنها ضمن قواعد الاشتباك المتعارف عليها وكونها مناطق لبنانية محتلة وجب تحريرها.
المساهمة في دعم أي حراك في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني وخلايا حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
قصف واستهداف مواقع في الجولان السوري المحتل وتحديداً من منطقة الرزانية في القنيطرة، حيث تواجه قاعدة عسكرية إسرائيلية رئيسية جرى التموضع قبالها منذ يومين، وقدمت هذه القاعدة شكوى من هذا التموضع للقوات الروسية.
في حال توسعت عمليات إسرائيل لتشمل ضربة قاصمة للمقاومة بدعم غربي، فإن الحزب مضطر لإشعال كل الجبهات الممكنة لتشمل لبنان والعراق وسوريا واليمن، إضافة لمصالح إسرائيلية في البحر وفي دول المنطقة”.
وأشار المصدر، إلى أن قرار حزب الله بالتدرج العسكري مردّه أمور عدة، أهمها حساسية الظرف الذي تمر به المنطقة والواقع الاقتصادي والسياسي الذي يمر به لبنان. هذا إضافة للواقع السياسي المحتدم وعدم وجود إجماع سياسي داخلي حول المقاومة والتعبئة الجارية من أطراف مناوئة له في الساحة الداخلية، لذا “الحزب حريص على عدم اختلاق أزمات داخلية تزيد حدة المشاكل الداخلية له ولبيئته الشيعية”، على حد قول المصدر ذاته.
بالمقابل، ذكر مصدر دبلوماسي إيراني مطّلع على الملف، أنه وبمجرد بدء محاولة الاقتحام البري لقطاع غزة، سيؤدي ذلك إلى تدحرج الأمور؛ لأن قوى محور المقاومة لن تقبل الاستفراد بغزة، مشدداً على معادلة وحدة الساحات التي سيكون لها التأثير الكبير والنوعي في الميدان.
وكشف لـ”عربي بوست”، أن إيران وبالتزامن مع تحرك حاملة الطائرات الأميركية، عمدت خلال الأيام الماضية إلى نقل صواريخ بعيدة المدى إلى حزب الله في مساحات إقليمية واسعة تشمل البر والبحر للاستخدام في قصف المواقع الإسرائيلية الحيوية إن استدعت الحاجة.
وأكد المصدر، أن حزب الله يربط انخراطه الكامل في المواجهة بفرضية الاجتياح البري، لأن الحزب لا يمكنه أن يسمح بأن تتعرض غزة والمقاومة في داخل فلسطين لتهديد وجودي.
وأشار، إلى أن تفعيل جبهة الجنوب من قِبل الحزب وحلفائه الفلسطينيين واللبنانيين خلال الأيام الأخيرة، “حملت رسالة واضحة بالنار لنتنياهو”، على حد تعبيره، أن المحور والحزب لن يجلس في عداد المتفرجين، وأن أي تجاوز للخطوط الحمراء في القصف على قطاع غزة سيستدعي رداً بحجم الاستهداف.
وشدّد المصدر، على أن “وحدة الرضوان”، والتي تعتبر فرقة النخبة في حزب الله، انتشرت في الجنوب اللبناني وجنوب سوريا، وباتت جاهزة للدخول إلى المستوطنات في شمال إسرائيل فور أن تتلقى الأوامر من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفقاً لتطورات الظروف.