تل ابيب تدفع بإتجاه الحرب الكبرى.. هل تريد توريط واشنطن؟
في بيان “حزب الله” الذي صدر امس تنديداً بالمجزرة التي إرتكبتها اسرائيل في مستشفى المعمداني في غزة، أكد ان ما حصل سيكون هناك ما بعده، ودعا الى يوم غضب شعبي والى نقلة نوعية في المواجهة مع اسرائيل، موحيا أن مستوى التصعيد العسكري لدعم غزة سيرتفع بسبب استمرار تل ابيب بإرتكاب المجازر ومحاصرة غزة وعدم توقف العدوان، وقد يكون هذا الأمر احد الاسباب التي يضعها الحزب في حساباته قبل اتخاذ أي قرار.
اللافت في ما تقوم به تل ابيب، وهي التي تحاول بشكل كبير تجنب أي معركة مع “حزب الله” ولا ترغب بأن تصبح حربها مع غزة حرباً متعددة الجبهات، أنها تحرج حلفاء حركة حماس في المنطقة وتضعهم أمام خيار واحد هو الذهاب نحو المعركة، اذ ان حجم المجازر التي تقوم بها اسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء الذي تحدث عنها “حزب الله” خلال تصريحات اكثر من قيادي في الايام الماضية.
ولعل ما قاله وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان قبل يومين، ووضع شرطاً واضحاً لعدم فتح جبهات أخرى، وهو وقف العدوان على غزة، كان يجب ان يجعل تل ابيب تتجنب التصعيد الفاضح في حال كانت ترغب بنزع فتيل التفجير، لكنها وبعكس ذلك عرقلت الهدنة التي كانت ترعاها واشنطن جنوب قطاع غزة من اجل ادخال بعض المساعدات، وبالتزامن مع زيارة الرئيس الاميركي إفتعلت مجزرة كبرى داخل مستشفى.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تل ابيب تريد استغلال الحشد العسكري والسياسي الدولي الداعم لها من اجل القفز الى الأمام، وتوريط الولايات المتحدة الاميركية في معركة كبرى في المنطقة، على اعتبار ان اسرائيل ستحقق هدفين، الاول هو ضمان حصولها على دعم عسكري مباشر لا تستطيع من دونه الانتصار على اعدائها الذين باتوا يحاصرونها من أكثر من جبهة، والثاني انهاء مسار التسوية بين واشنطن وايران الى الابد.
وترى المصادر أن تسريبات كثيرة خرجت في الاعلام الاسرائيلي بعضها اعتبر ان الغارة على المستشفى نفذها طيار اميركي في حين اكدت معلومات اخرى ان القنبلة التي استخدمت أميركية الصنع، وكأن ما يحصل هو مساهمة في زيادة التوتر في المنطقة، لكن التطورات الشعبية التي بدأت تصيب عواصم اساسية مثل عمان اسطنبول وبغداد وبيروت وغيرها، تجعل الضغوط تصل الى ذروتها من اجل دفع اسرائيل لوقف اطلاق النار.
وتعتبر المصادر ان ما حصل، اما سيؤدي الى وقف اطلاق النار بعد ضغوط غربية كبيرة على اسرائيل، او ان المعركة ستتوسع بشكل كبير الى ساحات اخرى، خصوصا أن الموقف الشعبي بات اكثر استعدادا للذهاب نحو معركة كبرى. فهل تكون زيارة الرئيس الاميركي الى اسرائيل مدخلا للحل ام ستكون محصورة بدعم تل ابيب وخطواتها العسكرية ضد قطاع غزة