نافذة في الوضع الإنساني لغزة وقمة القاهرة تقتصر على رفض الحرب والتمسك بحل الدولتين.
A
+
A
–
للحرب أهداف سياسية، وإلا تتحول انتحاراً عبثياً. وحتى الساعة، لا يزال مبكراً الحديث عن الرابحين والخاسرين، لكنه من الأكيد أن سلسلة من النتائج التي تحققت حتى الساعة، أبرزها إعادة تأكيد الحق الفلسطيني بدولة مستقلة، وأن تجاهل ذلك سيؤدي إلى غياب الأمن عن إسرائيل كلياً، وكذلك إعادة تكريس المحور الحليف لإيران ومرجعيتها بالتفاوض والتفاهم مع الولايات المتحدة.
ad
وحتى استعادة هذا المسار، وفي موازاة استقرار الوضع العسكري عند التراشق المعروف والهمجية الإسرائيلي، فُتحت نافذة صغيرة في الجدار الإنساني. فقد دخلت شاحنات المساعدات الإنسانية من معبر رفح، وسط مراقبة إسرائيلية – أميركية – مصرية لصيقة.
أما الحدث الدبلوماسي الأبرز فكان من قمة القاهرة للسلام، التي جمعت حضوراً كبيراً، عربياً ومتوسطياً ودولياً. القمة لن تصنع المستحيل بطبيعة الحال، في ظلّ جنون نتنياهو واليمين الإسرائيلي، وفي ظل استمرار وضع الكلمة الأولى للميدان والعمليات العسكرية. لكن ما حققته قمة القاهرة أمران أساسيان في الوظيفة والدور: الأول منح منبر دولي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتأكيد موقف بلاده بالدفاع عن أمنها القومي في مواجهة تهديد إسرائيل جعل سيناء أرضاً سائبة تُصفى فيها قضية فلسطين.
أما الوظيفة الثانية فهي التأسيس لإطار إقليمي – دولي لإدارة وضع ما بعد الحرب على غزة، بما يتضمنه من تحديات سياسية وميدانية ومالية. ذلك أن الهدف الأميركي والإسرائيلي بالدرجة الثانية، يسعى لوضع إطار للإمساك بغزة، هذا افتراضاً منه أن استئصال حماس سينجح…
وقد أجمعت الكلمات في القمة على التمسك بالحل السلمي ومرجعية حل الدولتين والسعي لوقف الحرب، من دون تسجيل إدانة واضحة للعدو الإسرائيلي. لكن التميز كان بطبيعة الحال كان للسيسي في التشديد على أن سيناء لن تكون أرضاً بديلة لتهجير الفلسطينيين، معتبراً ذلك خطاً أحمر وجريمة حرب.
ومن شأن كل هذه النوافذ الدبلوماسية الصغيرة، إيجاد أساس للحلول التفاوضية فور تعب إسرائيل أو تنامي خسائرها، خاصة مع الخطوة التي أقدمت عليها حماس في الإفراج عن أميركتيين احتجزتا لديها، بوساطة قطرية.Ads by Ad.Plus
وحتى تلك اللحظة، يستمر ضرب المدن الإسرائيلية وتل أبيب بالصواريخ، في مقابل الغارات ونهج التدمير. أما في الجنوب وعلى الرغم من كل الضغط الدولي بالحديث عن تحذيرات للرعايا وللدولة ولحزب الله، فيبقى الوضع مضبوطاً ضمن حدود “حرب الإستنزاف” اللبنانية، على الحدود من شبعا إلى الناقورة.
a