القصف الإسرائيلي يهدّد موسم الزيتون!
مُنيت مواسم زيتون الجنوب بنكسة كبيرة، لم يتمكّن المزارعون من قطف المحاصيل، فالقصف العشوائي حرمهم الوصول إلى أراضيهم.
على طول الحدود الجنوبية تنتشر حقول الزيتون، وتعتبر كفرشوبا الأكبر مساحة بنصوبها، ويعدّ زيتها من الأجود في لبنان، على حدّ تعبير المزارعين. ويشكّل موسم الزيتون بالنسبة إليهم الرئة الاقتصادية، كما التبغ عصب عائلات عيترون وبنت جبيل وعيتا الشعب وغيرها. كان مفترضاً أن يكون مزارعو الزيتون في حقولهم هذه الأيام، عادة يبدأ موسم قطافه قبل شهر من الآن، غير أنّ الاشتباكات حالت دون ذلك. ما يخشاه أبناء كفرشوبا أن يضيع الموسم عليهم، حينها تحلّ الكارثة، على حدّ وصفهم.
ما يقارب 300 عائلة في البلدة تعتمد على موسم الزيتون السنوي، سواء الزيت أو الزيتون، وهناك من يصنع الصابون أيضاً، وهو موردهم الاقتصادي شبه الوحيد.
«قلبي عالزيتون» يقول المزارع خير الله عبد العال، يتحسّر على ضياع موسمه، كان يأمل أن يقطفه، غير أنه لم يتمكّن، كسائر المزارعين من الوصول إلى أرضه، فزيتون كفرشوبا يمتدّ من مزرعة حلتا إلى المجيدية والماري، وكلها مناطق باتت خط نار، ممنوع تجاوزها هذه الأيام. يعيش عبد الله حسرة كبيرة، فهو يملك ما يقارب 50 دونماً من الزيتون، تمدّه سنوياً بحوالى 10 آلاف دولار، تشكّل ركيزته الاقتصادية للموسم المقبل، هذه السنة الموسم «ضاع»، يقول، وهو يراقب تطور الأحداث. كان يعوّل على زيادة أرباحه هذا العام، خصوصاً بعد ارتفاع سعر تنكة الزيت إلى 150 دولاراً، ويعلّق: «أمامنا عشرة أيام فاصلة بعد، إما نخسر موسمنا، أو نقطفه». منذ بداية القصف على كفرشوبا ودورة الحياة توقفت فيها، بات التنقّل خطراً، معظم أبناء البلدة نزحوا الى حاصبيا، ما يعزّ على عبد العال أنّ «موسم زيتون كفرشوبا جيد جداً عكس مواسم باقي القرى، ولكنه على المحك». حاول الاستعانة بالعمالة السورية لقطافه غير أنه فوجئ بارتفاع أجرة اليد العاملة من 10 دولارات إلى 30 دولاراً، بحجة «المخاطرة بالحياة»، إلا أنه يقول: «القصف لم يسمح لنا حتى بقطف الزيتون قرب المنازل».
من الموسم للموسم، ينتظر ربيع الحاج قطاف زيتونه، هو مصدر رزقه الوحيد، يملك ما يزيد على 60 دونماً يقطفها ويبيع إنتاجها، نظّم حياته على هذا الموسم، ركّب طاقة شمسية بالدين أسوة بكل مزارعي الزيتون على ضمانة الموسم، إذا ضاع حلّت المصيبة علينا.
في حسابات الحاج يبدأ بقطاف محصوله قبل سقوطه أرضاً، يعوّل على الوقت، غير أنه يخشى الأسوأ، يقول: «إذا لم نقطف ونبيع مواسمنا يحرم أولادنا المدارس والجامعات، حياتنا رهينة هذه المواسم، نجهل ما ينتظرنا، ما زلنا نملك 10 أيام من الوقت وبعدها راح الزيتون بالأرض». يكسب الحاج، كما كل مزراعي كفرشوبا مبالغ كبيرة بالفريش دولار، هذا الموسم في خطر، يقول: «كمزارع لا دخل لي غيره، وحين نقع في ضائقة نبيع الزيت أو الصابون أو حتى الزيتون، إذا حرمنا قطاف الموسم ماذا سيحل بنا؟».
تشتدّ وتيرة القصف على كفرشوبا، تُقصف يومياً، يحرم أبناؤها التحرك، فالرصاص يطال حتى من يحاول قطف الزيتون المحاذي للمنازل، ما يعني أن الكارثة حلت بأهالي كفرشوبا و«الحبل ع الجرّار»، فهل يقطفون الموسم قبل فوات الاوان