قنبلة نووية ضخمة فجّرتها روسيا في قلب إسرائيل… والخسائر هائلة…
روسيا كانت أول من افتتح التهديد باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا العام الفائت، وذلك بعدما بدأت تشعر بأن حربها هناك تدخل في نفق مُظلم بشكل تدريجي. والذّريعة التي اعتمدتها، هي أنه لا يمكن تهديد دولة عظمى (روسيا) وجوديّاً.وها إن تهديداً نووياً جديداً خرج الى العالم من إسرائيل هذه المرّة، منذ يومَيْن، وهو لم يَكُن الأول، إذ إن أصواتاً إسرائيلية أخرى طالبت باستخدام السلاح النووي في قطاع غزة بُعَيْد 7 تشرين الأول الفائت، وذلك بحجة شعور تل أبيب بخطر وجودي.فمن يحدّد معايير واضحة للتهديدات الوجودية؟ ومن يمنع إمكانية إطلاق أي تهديد يتعلّق بالسلاح النووي؟ومن يضبط امتلاك السلاح النووي على وجه الأرض؟ ومن يضمن عَدَم استعماله أبداً، وكقاعدة مُستدامة في المستقبل، مهما تبدّلت الظروف الدولية؟ ومن يمنع الإيديولوجيات والأنظمة الرافضة لأي آخر من امتلاك واستخدام هذا النوع من التكنولوجيات، مستقبلاً؟أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن “آلية اتخاذ القرار في مجلس الأمن تحتاج الى تعديل. فالمؤسّسات الدولية التي تأسّست بعد الحرب العالمية الثانية على أنقاض “عصبة الأمم”، وإمساك القرارات الدولية من جانب الدول التي ربحت تلك الحرب على ألمانيا آنذاك، باتا يحتاجان الى تعديل”.وشرح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “فرنسا مثلاً هي دولة كبرى. ولكن هل هي أكبر من الهند اليوم؟ وهل هي (فرنسا) أقوى من ألمانيا اليوم؟ وبالتالي، لا بدّ من تعديل يتعلّق بالدول التي تمتلك حقّ “الفيتو”، وبآلية اتخاذ القرارات في مجلس الأمن والأمم المتحدة”.وشدّد نادر على أن “القانون الدولي يمنع كل الدول من امتلاك أسلحة نووية، فلماذا تسمح بعض الدول لنفسها بامتلاكه؟ نحن بحالة ضياع وعدم تماسُك على مستوى القرار الدولي، وسط اعتماد سياسة الكيل بمكيالَيْن. وسياسة ازدواجية المعايير، ستمنع نجاح أي محاولة لتحقيق سلام عالمي”.وتعليقاً على ما يحصل في غزة، وعلى التلميحات الإسرائيلية باستخدام السلاح النووي، قال:”الحلّ السياسي هناك ونتيجة الحرب، تقرّرهما العمليات العسكرية والميدان، الذي من الممكن أن يتّجه الى حرب استنزاف مُكلِفَة. هذا مع العلم أن عملية “طوفان الأقصى” نسفت كل محاولات التطبيع بين إسرائيل والعرب. فلا يمكن لأي دولة عربية أن تطبّع مع تل أبيب، فيما أعداد القتلى في غزّة هي بالآلاف، يومياً”.وعن تبرير أي هجوم نووي بالخطر الوجودي، ودور روسيا التي افتتحت الحديث عن تلك الأمور في أوكرانيا، العام الفائت، أجاب نادر:”الحديث عن خطر وجودي هو ذريعة. ولا أعتقد أن روسيا ستُقدم على استعمال السلاح النووي في أوكرانيا”.وأضاف:”المستفيد الأكبر من حرب غزة حالياً هو روسيا، لأن الإعلام الغربي، والرأي العام الغربي، والمساعدات الغربية كلّها تحوّلت الى إسرائيل بدلاً من أوكرانيا، التي لم يَعُد أحد يعلم ما يحصل فيها. وهذا مُفيد لروسيا”.وختم:”انطلاقاً من هذا الواقع، ليس مُستبعداً أن تكون روسيا خطّطت لعملية 7 أكتوبر في غزة. فالتخطيط، والتنفيذ، ورصد السياج التقني والتحصينات الإسرائيلية بهذا الشكل، لا يتعلّق بحركة “حماس” فقط، بل يوجد من هو متقدّم جدّاً على مستوى التكنولوجيا، وفّر النجاح للعملية. وروسيا تمتلك هذا النوع من القدرات الكبيرة، وهدفها هو توجيه اهتمام الجميع نحو الشرق الأوسط، وصرف انتباه الغرب والعالم عن أوكرانيا، لتأخذ هي (روسيا) راحتها أكثر هناك”.
المصدر: وكالة أخبار اليوم