قهوة تركية للجيش الإسرائيلي… وغضب “عارم” ضد الشركة!
عاصفة من الغضب انتشرت خلال الساعات الماضية بين الأتراك على مواقع التواصل ضد إحدى أشهر شركات القهوة في البلاد.فقد أرغمت حملة مقاطعة شعبية شنّها مغرّدون أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، شركة “محمد أفندي” المعروفة والتي تعمل على تصدير منتجاتها إلى خارج البلاد، على إصدار بيانٍ توضيحي بشأن مزاعم إهدائها كميات من القهوة للجيش الإسرائيلي.فهل أهدت فعلا “محمد أفندي” الرائدة في مجال صناعة القهوة بتركيا منتجاتها للقوات الإسرائيلية في ظل الحرب المستعرة في قطاع غزة؟الجواب على هذا السؤال أتى في بيان نشرته تلك الشركة التي تعدّ واحدة من بين أكثر مصانع القهوة شهرة في تركيا، أمس الجمعة إذ نفت تهمة تقديم القهوة للقوات الإسرائيلية.وذكرت الشركة في بيانها أنها لم تقدم أي كميات من منتجاتها للجيش الإسرائيلي، لكنها شدّدت في الوقت نفسه على أنها تقوم بتصدير القهوة إلى 60 دولةٍ حول العالم، دون أن تذكر أسماء تلك الدول أو إذا ما كانت إسرائيل واحدة منها.كما شددت أيضاً على أنها ستبقى “رمزاً” للضيافة والصداقة، وذلك في تعليقها على المطالبات الشعبية بمقاطعتها إلى جانب عدد من العلامات التجارية العالمية التي تنتشر فروعها في تركيا، بعد نشر الصورة التي يظهر فيها عنصران من الجيش الإسرائيلي وهما يحملان منتجاتها، لآلاف المرات على موقع “تويتر”.
إلا أن ذلك لم يشفع لها. فقد أعادت وسائل إعلامٍ محلّية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر صورة يظهر فيها عنصران من الجيش الإسرائيلي وهما يحملان كمياتٍ من أكياسٍ مغلّفة تحمل اسم الشركة، ما جدد الحملة ضدها، وسط مطالبات بمقاطعة منتجاتها.
وتعدّ هذه الشركة واحدة من بين عدّة شركات عالمية ومحلّية، دعا ناشطون أتراك إلى مقاطعتها للتعبير عن تعاطفهم مع سكان قطاع غزة جرّاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة هناك منذ أكثر من شهر والتي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن.وتعليقاً على ذلك أكّد الباحث المتخصص في الشؤون التركية سركيس قصارجيان لـ”العربية.نت” أن “شركة محمد أفندي متّهمة بالفعل بتزويد أو إهداء كميات من القهوة للجيش الإسرائيلي وقد لاقت هذه الاتهامات صدى كبير لدى الجمهور التركي ولذلك اضطرت الشركة إلى إصدار بيانٍ ردّت فيه على الدعوات المطالبة بمقاطعتها”.وقال قصارجيان إن “بيان الشركة تطرّق لمقولة مصطفى كمال أتاتورك حول السلام داخل تركيا وخارجها، وهي مقولة شهيرة لمؤسس الجمهورية التركية يستند عليها الأتراك لحلّ النزاعات أو عند الإشارة لبناء علاقاتٍ جيدة مع الدول، وهذا يعني أن الشركة أرادت أن تخفي ربما حقيقة تصديرها القهوة إلى إسرائيل”، خاصة وأنها لم تذكر أسماء الدول الستين التي تتعامل معها.
كما أضاف أن “الشركة كان بإمكانها أن تذكر في بيانها أنها تصدر لكل الدول باستثناء إسرائيل، لكنها اكتفت فقط بتحديد عدد الدول التي تصدّر إليها القهوة وهذا يعني أن الصورة التي يتمّ تداولها صحيحة”، مؤكداً أن “العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تطوّرت بشكلٍ كبير خلال العقد الماضي”.كذلك أوضح أن “تركيا وإسرائيل تتعاونان في مجالي الطاقة والأمن، ولذلك تعدّ مسألة تصدير القهوة أمراً صغيراً للغاية مقارنة بتدريب تركيا لطيارين إسرائيليين وتصديرها للنفط الأذربيجاني والكازاخستاني إلى تل أبيب، علاوة على السياحة بين البلدين”.ومنذ بدء إسرائيل بشنّ هجماتها على قطاع غزّة الشهر الماضي، دعا مغرّدون أتراك لمقاطعة علامات تجارية محلية وعالمية اتُهِمت بدعم إسرائيل.كما تعرضت سلسلة مطاعم عالمية للاعتداء والتخريب في عددٍ من الولايات التركية من قبل محتجين غاضبين تظاهروا دعماً لفلسطين.