نشر موقع “srugim” الإسرائيليّ تقريراً تطرّق فيه إلى واقع الجبهة الإسرائيلية مع لبنان وتحديداً ضد “حزب الله”.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه منذ ما يقرب الـ8 أشهر، كانت الحدود الشمالية منطقة حرب، موضحاً أن “حزب الله” يُطلق الصواريخ على منازل السكان الذي أجبروا على مغادرة الجليل بشكلٍ جماعي”، وأضاف: “لقد احتفل اللبنانيون قبل يومين بمرور 24 عاماً على الإنسحاب من لبنان، وهي الخطوة التي أدّت إلى الوضع الذي لا يُطاق مع هذا البلد”.
يوضح التقرير أن التصعيد ضدّ “حزب الله” والمعارك القائمة هي حرب استنزاف يواصل فيها كلّ طرفٍ اختبار قدرات الطرف الآخر، مشيراً إلى أن تلك الحرب باتت في نقطة الغليان حيث سيكون أصحاب القرار مُطالبين إما بالمضي بعملية عسكرية أو سياسية تتيح عودة سكان الجليل إلى ديارهم.
ويتحدث معد التقرير مع اللواء يوسي بيليد، الذي كان يشغل منصب قائد قيادة المنطقة الشمالية لمدة 5 سنوات بعد حرب لبنان الأولى وعندما دخلت المنطقة العازلة على الحدو حيز التنفيذ.
ويشير بيليد إلى أن هناك آلاف السكان باتوا خارج منازلهم، موضحاً أن هذه الحرب خطيرة للغاية بالنسبة لهم، وقال: “إلى جانب الخيار العسكريّ ضد لبنان، هناك حديثٌ عن خيار سياسي لحل الأزمة. لا مشكلة بالمضي في ذلك، لكن المطلوب هو تهيئة الظروف لهذا الأمر”.
ويلفت بيليد إلى أن القرار 1701 الذي تم إقراره عام 2006 عقب حرب تموز بين حزب الله وإسرائيل، كان تحركاً سياسياً، مشيراً إلى أنَّ حزب الله نفذ عمليات عديدة كان لها وقع مؤثر، ومثال على ذلك نصبه خيمة عند حدود مزارع شبعا، وتسلل مقاتليه إلى هناك فضلاً عن تنفيذه هجوم مجدو”.
يقول بيليد أيضاً إن جزءاً مهماً وضخماً من منطقة الجليل المُحاذية للبنان باتت شبه فارغة، موضحاً أنَّ “حزب الله يعتبر هذا الأمر بمثابة إنجاز إستراتيجي هائل”.
ويتحدّث بيليد عن ضرورة وجود ضمانات لسكان المستوطنات الإسرائيلية تجعلهم آمنين من أي تهديد يطالهم، وتمنع إطلاق الصواريخ بكل أنواعها باتجاه مناطقهم، مشيراً إلى أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية الإهتمام بالمستوطنين.
قدرات “حزب الله” عالية جداً
وعلى مدى السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية عام 2006، دمرت إسرائيل قوافل الأسلحة من إيران إلى “حزب الله”، ورغم ذلك فإن قدرات الأخير عالية جداً. هنا، ينتقد بيليد هذا الوضع الذي تم الوصول إليه، ويقول: “لو أصرّت إسرائيل على عدم وجود أسلحة تطلق النار مباشرة على المستوطنات، أسلحة ذات مسار حاد، لما وصلنا إلى المشهد الذي نعيشه اليوم”.
وتوقف بيليد عند كيفية خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000، معتبراً أن الطريقة لذلك كانت خاطئة، وما ظهر هو أننا هربنا من هناك، ويقول: “حينها، الإنسحاب كان قراراً صائباً لكنه تحقق بطريقة ملتوية. كنتُ عند الحدود كمدنيّ، وما بدا هو أنَّ الجيش الإسرائيلي كان يهرب من لبنان، والأمر لم يكن منظماً. لقد ترك الجيش معداته ومركباته هناك وخرج”.