توترٌ جديد شهدهُ مخيم عين الحلوة، أمس الأربعاء، ينذر بإشتعال جبهة جديدة تعيد مشهد التوتر الأمني هناك إلى الواجهة.
خلال ساعات الظهيرة، أقدمت عناصر من جماعة “الشباب المُسلم” على تمزيق لافتة متضامنة مع إيران إثر وفاة رئيسها السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان.
تقولُ معلومات “لبنان24” إنّ اليافطة كانت مُعلّقة قرب مسجد خالد بن الوليد وعلى مقربة من مركز لحركة “حماس”، وقد جاءت خطوة تمزيقها إعتراضاً من الشباب المُسلم على مضمونها. هنا، تدخلت عناصر من “حماس” فحصلت مناوشات كلامية بينهم وبين شبان الشباب المسلم قبل أن يتمّ تطويق الإشكال عبر إجراء إتصالات بين الفصائل الفلسطينية.
“داعش” داخل عين الحلوة
ما حصلَ لم يكن عادياً، بحسب ما قالت مصادر فلسطينية لـ”لبنان24″، واضعة الأمر في خانة الإستفزاز الذي قد يؤدي إلى إشتباكات جديدة لا تُحمد عقباها.
بحسب المصادر، فإنَّ ما حصل بين “الشباب المسلم” و “حماس” يعتبرُ لافتاً لناحية “المواجهة المباشرة” بينهما، علماً أن هذين الفريقين كانا على تقاربٍ غير مباشر خلال الإشتباكات التي شهدها المُخيم خلال شهر آب عام 2023 بين حركة “فتح” من جهة، وجماعتي “الشباب المسلم” و “جند الشام” من جهة أخرى.
المفارقة أن ما قامت به جماعة “الشباب المسلم” يستدعي مخاوف من تجدد نشاطها العسكري، خصوصاً أن ملفها لم ينتهِ بعد إشتباكات عين الحلوة وتحديداً إثر اتهامها بالمشاركة في عملية اغتيال القيادي في حركة “فتح” أبو أشرف العرموشي.
هنا، تقول معلومات “لبنان24” إنّ بعض عناصر تلك الجماعة على إرتباطٍ بتنظيم “داعش” الإرهابي، وكانت لهم صلات مع الأخير في سوريا، كما أنه كان لهم أدوارٌ في إستجلاب عناصر من الخارج لإدخالهم إلى المنطقة بهدف القتال معهم ضد “فتح” قبل المعركة الأخيرة، فيما الهدف هو السيطرة أمنياً على عين الحلوة.
ما حصل وصفته المصادر الفلسطينية بـ”المخيف”، كاشفة أن إعلام “الشباب المسلم” عمد خلال الساعات الماضية إلى إطلاق حملة “تجييش” داخل المخيم عبر إرسال بيانات تدعو إلى عدم جعل عين الحلوة مكاناً تابعاً لإيران، فيما قال منشور محدد إنه من المرفوض رفعة يافطة في مخيم عين الحلوة الذي قدّم شهداء في الشام والعراق وغيرها ضد الميليشيات الإيرانية.
المصادر اعتبرت هذا الكلام بمثابة “تبنّ” وتأكيد على قتال عناصر من “الشباب المسلم” مع “داعش” في سوريا والعراق، ما يعني أن هناك تمترساً للتنظيم داخل عين الحلوة تحت ستار جماعات عديدة وتسميات مختلفة.
“إنقلاب على حماس”؟
ما جرى داخل
عين الحلوة استدعى حذراً من حصول مناوشات بين “حماس”
و “الشباب المسلم”، علماً أن الجماعة الأخيرة كانت على تواصل مع الحركة خلال الفترة الماضية من خلال التنسيق على صعيد المفاوضات المرتبطة بقضية اغتيال العرموشي.
في الوقت نفسه، فإن حادثة الأمس تُنذر بحدوث إنقلاب من “الشباب المسلم” على “حماس” بسبب موقفها من إيران، ما يعني حصول تصادمٍ بين الطرفين داخل الجبهة الفلسطينية ضمن لبنان، وبالتالي إنجرار المخيمات إلى صراعٍ جديد أساسهُ عناصر تابعة لـ”داعش” كما تقول المصادر الفلسطينية.
مسؤولو “حماس” رفضوا التعليق “سياسياً” وأمنياً على ما حصل، وتقول مصادر الحركة لـ”لبنان24″ إنَّ الإشكال تم تطويقه وهناك التزام بالهدوء داخل المخيمات لأن المعركة الحقيقة للحركة هي في غزة ضد إسرائيل.
في المقابل، تقول مصادر حركة “فتح” إنّ ما جرى هو قيد المُتابعة من قبل الفصائل الفلسطينية، مشيرة إلى أن أمن المخيم ممسوكٌ من قبل “فتح” ولن تسمحَ لأي طرفٍ بأن يفتح جبهة تُعكر صفو المخيم وأمنه.