
أكد السفير التركي المتقاعد أولوتش أوزولكر أن ليبيا في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي كانت إحدى الدول القليلة التي دعمت عملية السلام العسكرية التي نفذتها أنقرة في جزيرة قبرص قبل نصف قرن.
وبمناسبة مرور 50 عاما على العملية، قال أوزولكر الذي عمل في ليبيا في تلك الفترة، في تصريحات لـ”الأناضول” إن القذافي كان لديه موقف داعم للغاية لتركيا خلال مرحلة عملية السلام التي نفذت في 20 يوليو 1974.
وأضاف أوزولكر أن الإدارة الليبية في تلك الفترة كانت تعرف تركيا جيدا، وقدمت بلاده الكثير من الدعم، خاصة للمقاولين الذين يقومون بأعمال في المنطقة.
وأوضح السفير المتقاعد أن القذافي فتح مخازن أسلحته أمام تركيا في فترة عملية السلام العسكرية بقبرص، وكان لديه مستودعان كبيران للأسلحة وكانت ليبيا تأخذ كل أسلحتها من الولايات المتحدة في تلك الفترة.
ونقل أوزولكر قول القذافي في ذلك الوقت: “مجالنا الجوي ومستودعاتنا مفتوحة، تعالوا وخذوا ما تحتاجون إليه”، معتقدا أنه قد يكون هناك الكثير من قطع الغيار التي يمكن أن نستخدمها أو أشياء أخرى قد نحتاجها، لكن عندما تمت مقارنة المستلزمات الموجودة هناك بأسلحتنا، تبين أنها لا تتوافق كثيرا، ولم تأخذ سوى عدد معين من المستلزمات.
وأشار أوزولكر إلى أن القذافي واصل دعم تركيا في قضية قبرص أثناء العملية وبعدها، مؤكدا أن الحكومة الليبية في عهد القذافي ساندت تركيا بشكل تام فيما يتعلق بالقضية القبرصية.
وأطلقت تركيا “عملية السلام” في الجزيرة بعد أن شهدت انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 من الشهر نفسه.
وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة الأتراك.
وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 أغسطس 1974، ونجحت العمليتان في تحقيق أهدافهما، وأبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر من العام ذاته.
وفي 13 فبراير 1975، تم تأسيس “دولة قبرص التركية الاتحادية” في الشطر الشمالي من الجزيرة، وانتخاب الراحل رؤوف دنكطاش رئيسا للجمهورية التي باتت تعرف باسم جمهورية قبرص التركية.