اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، صباح اليوم في السرايا، وعرض معه آخر التطورات والاتصالات الديبلوماسية الجارية.
كما اجتمع ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض.
وصرح فياض، “عقدت اجتماعا مع دولة الرئيس ووضعته في اخر التطورات بالنسبة لازمة الكهرباء التي حصلت، وقد ساهم دولة الرئيس في معالجة الموضوع خلال اليومين الماضيين، واستطعنا تأمين الديزل من منشآت النفط، حيث كان هناك بعض العرقلة على مستوى الادارة بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار. آليات اتخاذ القرارات فيها الكثير من البيروقراطية ما يؤخر العمل كثيرا، وقد ظهر الامر في الازمة التي مررنا بها، وكان بالامكان تفاديها لو تم اتخاذ الديزل الموجود في المنشآت “بفتحة الحنفية”، خصوصاً انني كنت اقترحت طريقتين مختلفتين لتزويد المعامل بالديزل الاولى عبر الجيش والمخزون الموجود لديه والثانية عبر المنشآت كإعارة وتعددت الآليات الادارية، ولكن الهدف كان واحدا”.
وأردف، “في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فان العراق قيادة وشعبا يؤكد وقوفه الى جانب لبنان وإعادة التزامهم بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك الالتزام بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125 الف طن بدلا من 100 الف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي. كذلك نحن بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل “كرود اويل” من العراق والذي من خلالها نستحصل على زيادة الكمية والعراق اكد التزامه بذلك، وامس اجريت اتصالا مع الوزير حيان عبد الغني ومع رئاسة الحكومة العراقية وهم لديهم الرغبة بالسرعة في تنفيذ هذا الموضوع كي يكون لدينا عدة مصادر للفيول، وليس مصدرا واحدا”.
وأشار فياض، إلى أن “ما حصل معنا استراتيجيا خلال هذه الازمة منبثق عن اعتمادنا على مصدر واحد، بينما الاتكال على عدة مصادر هو الافضل، ونحن لدينا الاستعداد منذ فترة للاستحصال على “سبوت كارغو”، وتحدثنا في السابق ان العراقيين قد ينزعجون من هذا الموضوع وكان المدير العام للكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي، ولكن على العكس من ذلك كي يكون لدينا مصدر آخر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علما اننا أجرينا المناقصة في حزيران وتم تلزيمها مؤقتا في اوائل تموز، وانتظرنا اكثر من عشرة ايام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لاستلام البضاعة ولكنها ربطت قرارها بمجلس الوزراء او بقرار مكتوب من الحكومة ما ادى الى تأخر الموضوع”.
وتابع، “المهم اليوم هو بروز دور الجزائر في معركة الصمود ، وأصدقاء لبنان يبرزون اليوم حيث تبين، اننا نستطيع الاتكال على العراق والجزائر، وبالتالي نحن نتفق مع الجزائريين على ضوابط ومعايير هذه الهبة أي الكمية والنوعية، فنحن الان بحاجة الى نوعين من ناحية الغاز اويل لدير عمار والزهراني، ومن ناحية ثانية نحن بحاجة إلى الفيول اويل ” غريد ب” لمعملي الزوق والجية.”
ولفت فياض، إلى أن “ان الرئيس الجزائري عندما وجد ان لبنان دخل في أزمة رفع الصوت واعطى توجيهاته ليقف الجزائر مع لبنان، وكيف لا والجزائر يعلمنا معنى المقاومة والصمود والوجود بحرية، وهذا ما تمثله بالنسبة لنا الهبة الجزائرية، ونأمل ان تكون فاتحة يعاد تمتينها وبخاصة في مجال الطاقة ومجالات اخرى، كما علينا الا ننسى ان الجزائر هي التي تعطي الغاز الى معظم الدول الأوروبية. فإذا استطعنا الحصول على جزء بسيط منها نستطيع تخفيض كلفة الكهرباء عنا، هذا الامر بحاجة لوقت لكنه يفتح الباب للتعاون مع الجزائر في الكثير من المجالات في المستقبل”.
واستكمل، “اما بالنسبة لاعادة التغذية للكهرباء بشكل متدرج، فاليوم لدينا 200 ميغاوات من مخزون الديزل الذي تم أخذه من المنشآت بطريقة الإعارة وهذا سيستمر معنا حتى نهاية الاسبوع، واذا تمت الحاجة الى اكثر من ذلك فيمكن عندها “فتح الحنفية “، وشركة الكهرباء يمكنها اعادة هذه الكميات، ومن المتوقع ان يكون تم فتح الاعتماد من قبل مصرف لبنان ومن شركة كهرباء لبنان وبالتالي ليس هناك اي عوائق ويمكن تعبئة “سبوت كارغو” التي سيتم تعبئتها في مصر وستكون متوفرة في 26 آب في لبنان، وعندها ترتفع التغذية تدريجيا الى 600 ميغاوات، وهذا ما كان متوفرا لدينا في السابق في ظل استقرار نسبي للطاقة اي بحدود 5 الى 6 ساعات” .
وختم فياض: “التحسن سيكون جذريا ابتداء من اول الاسبوع المقبل، بالإضافة إلى ذلك قريبا وفي فصل الخريف وما يتعلق بمعملي الزوق والجية اللذين يستطيعان تأمين 200 ميغاوات سيتم تشغيلهما بحسب قرار مجلس الادارة الذي وافقنا عليه والذي تأخر. يمكن لهذين المعملين ان يعطيا كهرباء بكمية 200 ميغاوات زيادة عن 600 وعندها يمكننا ان نصل الى 800 ميغاوت. اما بالنسبة للمجموعة الرابعة في دير عمار وفي الزهراني يمكن ان تزيد هذه المجموعة 200 ميغاوات لنصل الى 1000 ميغاوات اذا تم تزويدها بالفيول وهذا هو طموحنا من الاساس، ونتمنى ان يزيد التعاون لصالح تحقيق الأهداف وهي زيادة التغذية واستمراريتها وتنويع المصادر”.