اخبار العالم

ثلاثة خيارات امام نتنياهو..

في الساعات الماضية كانت التصريحات الصادرة من الداخل الاسرائيلي مختلفة ومتناقضة، فالتسريبات التي يقف خلفها الجيش الاسرائيلي وبعض الاجهزة الامنية توحي بأن العملية العسكرية التي حصلت في لبنان لم تحقق اهدافها، اذ ان “حزب الله” لا يزال يحتفظ بقوة كبيرة لم تصب بالغارات التي نفذت ضده وضد بيئته الحاضنة، اما التصريحات الرسمية لنتنياهو فكانت عبارة عن تهديدات بالتصعيد غير المسبوق وتوسيع دائرة النار..

الاكيد امام كل ما يحصل، ان “حزب الله” لا يزال يتمتع بقدرة شبه كاملة على القيادة والسيطرة وان التواصل بين القيادة وبين القوى المقاتلة سلس وسهل، ويستطيع الحزب ان يقرر اطلاق “صاروخ بالستي” على تل ابيب ويقرر ايضا ان يوقف عملياته لعدة ساعات متواصلة، وهذا يؤكد ايضا ان قدراته الاساسية لم تصب وهذا ما يحسمه بعض العارفين بالأهداف التي قصفت في قرى الجنوب، اذ تمكن الحزب من تبديل عدد كبير من الاهداف في الاشهر الماضية ما افشل الحملة الجوية .

كل ذلك حوّل الضغط ليصيب نتنياهو، ما جعل الرجل امام عدة احتمالات فعلية، اولها هو البقاء ضمن مستوى التصعيد الحالي اي الاكتفاء بتهجير اهالي الجنوب والتفاوض مع “حزب الله” على اعادتهم في مقابل اعادة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم، وهذا يحتاج الى صبر كبير في اسرائيل خصوصا ان اعداد من تم تهجيرهم تزداد بسرعة وهذا قد يتسبب بازمة فعلية للحكومة في تل ابيب. بمعنى اخر فإن هذا الخيار يعني ان نتنياهو رضي بالذهاب نحو حرب استنزاف طويلة في عملية عض اصابع لا تنتهي.الخيار الثاني هو القبول بوقف اطلاق نار في غزة ولبنان ضمن تسوية شاملة تؤدي الى عودة تطبيق القرار ١٧٠١ بالتوازي مع انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة وغيرها من النقاط، غير ان هذا الخيار يعني ان نتنياهو قبل بالهزيمة السياسية ولا شيء حتى اليوم يفرض عليه القيام بذلك، لا الضغوط الاميركية ولا ضغوط ميدانية كبيرة، اذ سيحتفل المحور بان “وحدة الساحات” قد اوقفت الحرب على غزة.

اما الخيار الثالث فهو الذهاب الى تصعيد اضافي من خلال عملية بري او توسيع دائرة القصف لتصل الى الضاحية او الذهاب الى حرب شاملة مع لبنان، وهذا يعني ان الحرب الاقليمية ستصبح خيارا واقعيا لا يمكن الهروب منه، وعليه فإن السقوف سترتفع كثيرا وسيكون استهداف الضاحية وتل ابيب موضوعا على الطاولة اضافة الى استهداف البنى التحتية والبنية المدنية الاستراتيجية وغيرها، وكل هذه الخيارات فيها سلبيات لا يمكن احصائها على اسرائيل اضافة الى المخاطر التي تصيب لبنان.

Related Articles

Back to top button