ماذا تريد إسرائيل بشأن “حزب الله” في سوريا؟ تقريرٌ يكشف
أوردت صحيفة “زمن إسرائيل” أن خبراء إسرائيليين دعوا لشن هجمات واسعة النطاق على الأهداف الإيرانية في سوريا للحد من قدرات حزب الله في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.
وأشارت إلى أنه في أوائل أيلول الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن القوات الخاصة الإسرائيلية شنّت غارة جوية على منشأة لتخزين الأسلحة في منطقة مصياف بشمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا وإصابة 43 آخرين، والاستيلاء على معدات ووثائق، وتدمير المبنى.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير للكاتب جيانلوكا بيكياني، أن هذه العملية تكتسي أهمية كبيرة في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وقالت إن منطقة مصياف التي شهدت ضربات إسرائيلية عدة تستضيف منشآت تابعة للمركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، الذي يُعرف باختصاره الفرنسي (CERS).
بنية عسكرية بإدارة إيرانية
يمتلك المركز فروعا متعددة في أنحاء سوريا، ويقول خبراء إسرائيليون إن شبكة المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية تحولت إلى بنية عسكرية تديرها إيران، ومن بينها منشأة منطقة مصياف، التي تضم 6 مواقع تابعة لـ”معهد 4000″ الذي يركز على تطوير وإنتاج صواريخ متوسطة المدى يستخدمها حزب الله.
وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما” للبحوث الأمنية في إسرائيل، تال باري، قوله إن القضاء على حزب الله يتطلب تدمير مراكز إنتاج الأسلحة الإيرانية في سوريا، محذّرا من إمكانية حصول الحزب على الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها الحكومة السورية.
وفي وثيقة نشرها “ألما” في أيار من هذا العام، أوصى المركز بشنّ هجوم واسع النطاق على جميع منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية. وفي هذا الإطار، أكد تال باري، الذي خدم سنوات طويلة في وحدات الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، هذه التوصية في ضوء الهجوم البري الذي شنّه الجيش في لبنان وتصاعد التوتر مع إيران.
وحسب مركز “ألما”، يقوم “معهد 4000” التابع للمركز السوري للدراسات والبحوث العلمية بإنتاج مسيرات وقنابل ووقود للصواريخ، ويعمل على تعزيز القدرات العسكرية للمليشيات المدعومة من إيران في سوريا ولبنان.
وقال باري إن المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية يعد جزءا محوريا من منظومة الصناعات الدفاعية في سوريا، ويعمل به حوالي 20 ألف شخص، منهم باحثون ومهندسون وضباط من الجيش السوري، في ما لا يقل عن 18 منشأة في مختلف أنحاء البلاد.
وأضاف تقرير مركز “ألما” أن إيران وسّعت خلال السنوات الأخيرة سيطرتها على هذا المركز، وتحديدا على “معهد 4000″، لهدفين أساسيين هما: تطوير ترسانة أفضل لأذرعها المسلحة في المنطقة، وتقليص خط إمدادات الأسلحة لحزب الله.
تأثير على جهود التعافي
وتابع باري قائلا إن وثيقة أصدرها “ألما” في أيار الماضي أوصت بشنّ هجوم واسع النطاق على جميع منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، لأن هجوما من هذا النوع “سيؤثر كثيرا على جهود حزب الله في التعافي وإعادة التسلح واستعادة قدراته العسكرية”.
ورأى أن ذلك سيوجه رسالة قوية إلى إيران في ظل تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران، خاصة بعد إطلاق إيران حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من تشرين الأول الجاري.
واستغرب باري من عدم تنفيذ إسرائيل ضربة وقائية واسعة النطاق على منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، معتبرا أن هجوم أيلول الماضي على مصياف “محاولة للسيطرة على الحريق وليس إطفاءه”، وأكد أنه “لم يزعزع تصميم طهران”.
السلاح الكيميائي
وأشار باري إلى أن الحرائق التي حدثت في الموقع الرئيسي لـ”معهد 4000″ في منطقة مصياف في آب 2022 واستمرت يومين تشير إلى وجود مواد كيميائية قابلة للاشتعال.
وقال تقرير الصحيفة إن السلاح الكيميائي يشكل جزءًا لا يتجزأ من ترسانة النظام السوري، رغم التزام دمشق بتدميره في عام 2013 بعد انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وإن تقارير دولية أكدت أن الجيش السوري استخدم غاز السارين ضد معارضيه بعد أن أعلن شكليا التخلي عن ترسانته الكيميائية، ويُرجح أنه استخدم هذا السلاح عام 2018 في دوما بالقرب من دمشق.
ورجّح باري احتمال أن تقع الأسلحة الكيميائية في يد حزب الله، وأضاف في هذا السياق: “حتى بعد اندلاع الحرب، نعلم أن حزب الله استمر في تلقي أسلحة إيرانية. فقد أطلقوا صواريخ جديدة تماما من طراز الماس أنتجت في عام 2023. يجب علينا وقف سلسلة الإمداد حتى نبدأ بتجفيف ترسانة حزب الله، لكن ذلك سيكون جهدًا طويل الأمد”. (الجزيرة نت)