نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً جديداً تطرقت فيه إلى حادثة تشغيل أجهزة الإنذارات من الزلازل داخل إسرائيل، السبت، وذلك تزامناً مع تفجيرات إسرائيلية حصلت في جنوب لبنان.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّه “تم تفعيل الإنذارات بسبب انفجار في موقع لبناني يحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات”، مشيرة إلى أن المعهد البيولوجي في إسرائيل أوضح أن التنيهات عملت عن طريق الخطأ بسبب خطأ في الكشف”.
ويعتبر نظام ” تروعاه” هو الأساس للإنذار بشأن الزلازل في إسرائيل، ويعتبر أحد أكثر الأنظمة تقدماً على مستوى العالم، وفق ما ذكرت “جيروزاليم بوست”.
وأوضحت الصحيفة أنه “تم إطلاق النظام في إسرائيل عام 2022، وكانت الميزة البارزة هي قدرته على التمييز بين الإنفجارات والزلازل”.
ورأت الصحيفة أن النظام تعرّض لـ”التضليل صباح السبت، ربما لأن الانفجار وقع بالقرب من أحد أجهزة الاستشعار الخاصة به”، وتابع: “يتألف نظام الإنذار، الذي طوره المعهد الجيولوجي مع عدة شركاء، من أجهزة استشعار ميدانية، واتصالات حاسوبية، ومركز تحكم ومراقبة، ومركز طوارئ يعمل على مدار الساعة، وتقدر تكلفته بنحو 45 مليون شيكل”.
وفي حفل إطلاق نظام “تروعاه”، حذر مدير المعهد الجيولوجي البروفيسور زوهار جفيرتزمان من أن النظام معرض لخطر التدهور في حالة عدم وجود تمويل مستدام للتحديثات والصيانة.،وقال: “في اليوم الذي يبدأ فيه تشغيل هذا النظام، نصدر تحذيرا: إذا لم يتم تخصيص تمويل طويل الأجل كاف للصيانة المستمرة، وترقية القدرات، والبحث والتطوير، فإن النظام سوف يتدهور”.
ماذا تقول المعلومات عن “تروعاه”؟
يرتبط نظام “تروعاه” بأنظمة المعهد الجيولوجي الإسرائيلي، الذي ينقل المعلومات تلقائياً وينشط التحذيرات من الزلازل.
وفي تصريحات سابقة، قال ران نوف، من هيئة المسح الجيولوجي الإسرائيلية، إن النظام قادر على الكشف عن العلامات الأولى للزلزال باستخدام إشارات من 120 جهاز استشعار مثبتة في كل أنحاء إسرائيل على أبعاد عشرة كيلومترات عن بعضها البعض.
وأضاف نوف، في حديث مع وكالة أنباء “شينخوا”: “إذا تم قياس الزلزال بأكثر من 4.4 بمقياس ريختر فسوف تنطلق صافرات الإنذار من خلال نظام الإنذار التابع للجبهة الداخلية الإسرائيلية المثبت في كل أنحاء إسرائيل”.
واستثمرت الحكومة الإسرائيلية قرابة 14 مليون دولار في النظام والذي يستخدم حالياً في عدد قليل من الدول حول العالم.
وأوضح نوف أن إسرائيل تقع على الوادي المتصدع الكبير (الأخدود الإفريقي العظيم، ويطلق عليه أحيانا الشق السوري الإفريقي) وهي منطقة ذات نشاط زلزالي كبير مما يجعلها عرضة للزلازل، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجعل غالبية سكان إسرائيل معرضين لخطر الزلازل.
وقال: “كلما كانت المنطقة بعيدة عن مركز الزلزال كلما زاد الوقت المتاح لدينا للتعامل معه. إذا حدث زلزال في شمال البحر الميت فهو قريب جدًا من مدينة القدس وسوف يستغرق الأمر ما يقرب من 6 ثوان لتحديد الزلزال وثانية أخرى لإطلاق صافرات الإنذار”.
وبالنسبة للسكان في تل أبيب، فسيكون أمامهم 18 ثانية، وفي حيفا سيكون أمامهم حتى نصف دقيقة للتعامل مع الزلزال، بحسب نوف.
ولعقود من الزمان، عمل العلماء في كل أنحاء العالم من أجل إيجاد آلية للتنبؤ بالزلازل، إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد عوامل تنبؤية واضحة للزلازل، مما يجعل من المستحيل التنبؤ بها.
والنظام الجديد الذي تم تطويره في الولايات المتحدة، بقي قيد التطوير لمدة 15 عاماً وهو قيد الاختبار منذ عام 2014، وتم اختباره في إسرائيل من خلال محاكاة الزلازل السابقة.