المساعدات الدولية للبنان: هل تصل الى المحتاجين ام تضيع في دهاليز الفساد؟
بقلم : رئيسة التحرير الاعلامية ساره منصور
في ظل الحرب الدائرة على لبنان، تتسارع الدول لتقديم مساعدات إنسانية لدعم الشعب اللبناني الذي يعاني من تداعيات الأزمة.
دول كثيرة قدمت دعماً سخياً شمل الغذاء والدواء والمساعدات المالية والإمدادات الطبية ،كالسعودية والإمارات ومصر والأردن وتركيا وكندا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وباكستان والعراق وألمانيا ، ورغم هذا الكم من المساعدات، لا يشعر المواطن اللبناني بوصول أي دعم مباشر، مما يثير تساؤلات مشروعة حول مصيرها.
الكثير من اللبنانيين يتساءلون: لماذا لم نرَ أثراً لهذه المساعدات في حياتنا اليومية؟ تشير تقارير محلية ودولية إلى أن جزءاً كبيراً من هذه المساعدات يضيع بين البيروقراطية ويقع في أيدي بعض المسؤولين المتنفذين، مما يفتح باب التساؤلات حول الاستغلال السياسي للمعونات، وبدلاً من أن تصل إلى المحتاجين بشكل عاجل، تصبح هذه المساعدات رهينة فساد السلطة، وسط إحباط كبير لدى المواطنين.
اليوم، تزداد مطالبات الشارع اللبناني بضرورة وجود رقابة دولية صارمة على توزيع المساعدات لضمان وصولها إلى مستحقيها، بعيداً عن تلاعب الجهات السياسية،إذ يجب على المجتمع الدولي التأكد من أنّ دعمهم يخفف فعلياً من معاناة الشعب، لا أن يُستخدم كأداة لمصالح ضيقة.
في هذا السياق، يصبح الإصلاح في عملية توزيع المساعدات ضرورة ملحة.
إن فرض الشفافية والمساءلة ليس فقط حقاً للمواطنين، بل هو واجب على المجتمع الدولي الذي يرسل المساعدات، لكي لا تذهب جهود الدعم هدراً، وتتحول إلى وقود لإذكاء حالة الغضب الشعبي المتزايد في ظل وجود سلطة فاسدة نهبت أموالهم وتأكل الأخضر واليابس .