دوليعالمي

عرب أميركا في دائرة الخطر بسبب خطة ترامب!

يواجه ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بلا وثائق، بينهم عرب، خطر الترحيل بعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة.

دخل ترامب السباق إلى البيت الأبيض وملف الهجرة على قمة أولوياته، فوعد بإغلاق الحدود وبترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين.

ويحذر مدافعون عن المهاجرين من أن خطط الترحيل التي يتبناها الرئيس المنتخب قد تكون “مثيرة للانقسام وغير إنسانية”، خاصة لما يترتب عليها من تشتيت للعائلات.

ويؤمن 39% من الناخبين الأميركيين بوجوب ترحيل معظم المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، بحسب مسح أجراه مركز “أديسون” للبحوث بعد الانتخابات الأخيرة، بينما يقول 56% من الناخبين الذين شاركوا في المسح نفسه إنه يجب السماح للمهاجرين غير النظاميين بتقديم طلبات لتقنين أوضاعهم.

تشير أغلب الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى وجود ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر غير شرعي داخل الحدود الأميركية. رغم ذلك، لا تتوفر بيانات رسمية محدّثة ترصد تحديداً حجم العرب من المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة.

لكن تقديرات لمعهد سياسات الهجرة أشارت إلى وجود 45 ألف مهاجر غير شرعي من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيشون في الولايات المتحدة اعتباراً من عام 2019. وتشير بيانات المعهد نفسه إلى أنه بنهاية 2023، كان 810 مهاجرين غير نظاميين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستفيدين نشطين في برنامج “داكا”.

و”داكا”، الذي يُلقب أحياناً بـ”برنامج الحالمين”، وضعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2012، ويمنع ترحيل الذين دخلوا البلاد بشكل غير نظامي بينما كانوا أطفالاً. وألغى ترامب، خلال رئاسته الأولى، في ايلول 2017، البرنامج الذي يستفيد منه أكثر من 530 ألف شخص من خلفيات مختلفة.

وينحدر أغلب الذين قدموا أطفالاً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من دول الأردن (150 مستفيداً)، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (120 لكل منهما)، بحسب بيانات معهد سياسات الهجرة. ورغم قرار ترامب، لا يزال الحاصلون على “داكا” يستفيدون من امتيازاته، إلا أنه وبداية من يوليو 2021، توقفت الحكومة الأميركية عن منح الموافقات على أي طلبات جديدة للحصول على امتيازات البرنامج.

في 10 أكتوبر 2023، أفاد موقع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، نقلاً عن بيانات داخلية لهيئة الجمارك وحماية الحدود، بأن السلطات الأميركية، وعلى مدار عامين قبل التاريخ المذكور، ألقت القبض على آلاف الأشخاص، بينهم عرب، يحاولون دخول الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.

وجاء في تقرير الموقع، الذي يدعم حزب ترامب الجمهوري، أن بين هؤلاء 15,594 من موريتانيا، و3,153 من مصر، و538 من سوريا، و164 من لبنان، و185 من الأردن، و139 من اليمن، و123 من العراق. ولم تشر البيانات إلى مصير المقبوض عليهم.

ويتوقع روبرت ماكاو، مدير إدارة الشؤون الحكومية لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، حدوث أشكال من الترحيل الجماعي خلال الأيام الأولى لحكم ترامب. ويخشى ماكاو ومنظمته التي تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، من إعادة إحياء حظر السفر الذي فرضه الرئيس السابق في فترة حكمه الأولى على القادمين من 6 دول مسلمة.

وأكد المسؤول في المنظمة الحقوقية لموقع “الحرة” أنهم يتواصلون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب لمعرفة وفهم الخطوات القادمة التي ستتخذها إداراته على مستوى ملف الهجرة. ورغم هذه المخاوف، أشار ماكاو إلى أن ترامب “عرف أهمية أصوات المسلمين في الانتخابات الرئاسية هذا العام التي فضلته على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس”.

يتوقع مسؤولون سابقون وحلفاء لترامب أن يحشد الرئيس المنتخب كل الوكالات الأميركية لتنفيذ وعده الانتخابي بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين، حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء. وسابقاً، قدر نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، أن هذه العملية قد تؤدي إلى ترحيل مليون شخص سنوياً.

ولا يستبعد ترامب الاستعانة بالجيش لتنفيذ وعده، رغم القوانين التي تحظر استخدام القوات العسكرية ضد المدنيين داخل الولايات المتحدة دون موافقة الكونغرس، حسبما نقلت قناة “سي. إن. إن” الأميركية. كما يخطط ترامب إلى استخدام قانون يعود إلى زمن الحرب عام 1798، وهو ما يعرف بقانون “الأعداء الأجانب”، لترحيل من يصفهم بأعضاء العصابات.

وتواجه خطة ترامب للترحيل عقبات مالية ولوجيستية وقانونية أيضاً. فعملية الترحيل التي تستهدف الملايين من المهاجرين غير النظاميين تتطلب المزيد من الضباط ومراكز وأسرّة الاحتجاز، والمزيد أيضاً من القضاة المختصين في نظر قضايا الهجرة. ويقدر مجلس الهجرة الأميركي أن تكلفة ترحيل 13 مليون مهاجر غير نظامي من الولايات المتحدة قد تصل إلى 88 مليار دولار سنوياً.

Related Articles

Back to top button