لبنان… استقلال مؤجل ووطن ينتظر الخلاص
بقلم رئيسة التحرير الاعلامية ساره منصور
أيها الوطن الجريح، كيف نحتفل هذا العام بعيد استقلالك؟ كيف نرفع رايتك ونردد نشيدك، ووجوه الظلم ذاتها جاثمة على صدرك؟ كيف نفرح وأنت تنزف من جرحك المفتوح، جرح الاحتلال والفساد والجوع؟
هذا ليس عيدًا يا لبنان، هذا عزاء، عزاء لوطن اغتالته أيادي السياسة المتعفنة، فدمرت حقوله، وجففت ينابيعه، وتركت أبناءه نهبًا للغربة والجوع والتهجير. كيف نحتفل بعيد الاستقلال، وبيوت الجنوب والبقاع وصور وبيروت وصيدا والعديد من المناطق خاوية من أهلها؟
كيف نقول إننا أحرار، وأصوات الانفجارات تهز أرضنا، وأهلنا يُقتلعون من جذورهم ليعيشوا مرارة النزوح وقهر الفقد؟
الاستقلال يا وطني ليس تاريخًا نحفظه، ولا احتفالًا نزينه. الاستقلال هو وطن آمن، شعب كريم، وحكام نزهاء.
فأين نحن من ذلك؟ رؤساء غائبون، حكومة مشلولة، ونواب يكررون ما يُملى عليهم وكأنهم نسوا معنى الوطن.
لبنان، يا وطنًا كُتب عليه الألم، سنحتفل بعيدك يوم تعود كرامتك، يوم يعود أهل الجنوب والبقاع وبيروت وكل المناطق إلى منازلهم وأرضهم، يوم لا نسمع فيه قصفًا ولا نرى فيه دموعًا، سنحتفل يوم ينهض من بيننا قادة يعشقونك أكثر من مصالحهم، يوم يصبح العدل قوتنا، والمحبة دستورنا.
أما هذا العام، فالعيد مؤجل، مؤجل إلى زمن لا نعرفه. قد يأتينا ونحن أحياء، وقد لا نراه أبدًا. قد نموت بغارة غادرة أو قهرًا من ظلم حكامنا، لكن يا لبنان، اعلم أننا لن نتخلى عنك، لن نتوقف عن الحلم بوطن يليق بك وبنا.
عذرًا يا وطني، احتفالك هذا العام ليس فرحًا، بل دموعًا تُذرف على أمجاد ضاعت، وقلوبًا تنبض أملًا بخلاص لا نعرف متى يأتي.