خاص :(الصحافة اللبنانيةlebpress)لبنان

الجيش اللبناني بين مطرقة العـ. .دو وسندان التجاهل

بقلم رئيسة التحرير الاعلامية ساره منصور

في وطنٍ مثقل بالجراح، يظل الجيش اللبناني رمز الكرامة والصمود، الجدار الأخير الذي يحتمي به شعبٌ أنهكته الخيانات والمؤامرات ومع ذلك يواجه هذا الجيش اليوم تحدياتٍ لا تحتمل التأويل ولا وجهات نظر متعددة

عندما يستهدف العدو الإسرائيلي جنودنا، فإن الأمر لا يحتمل النقاش؛ هو استهداف مقصود لسيادة الوطن، ومحاولة لتركيعه وإذلاله، وجريمةٌ لا يمكن أن تُغفر أو تُبرر.

من بدأ الحرب؟
سؤالٌ يطرحه البعض وكأن هناك مبرراً لما يجري، وكأن استشهاد الجنود على الحدود قد يكون نتيجة خطأ أو تصرف غير مدروس

الحقيقة المؤلمة أن الحرب ليست فقط بالسلاح، بل هي في المواقف أيضا، عندما تقف قوى دولية صامتة أمام اعتداءات العدو وعندما يتعامل البعض داخلياً مع هذه الجرائم ببرود أو حسابات سياسية، فإننا لا نخوض حرباً واحدة، بل حروباً عدة على جميع الجبهات.

الإسناد: بين الخطأ والصواب
يتجادل كثيرون حول قرار الإسناد، حول من يتحمل المسؤولية في مواجهة هذا العدو الذي لا يعرف الرحمة. لكن ماذا عن الجيش الذي يقف هناك؟ ماذا عن الدماء التي تروي الأرض كل يوم؟ هل نقاشاتنا هذه توازي الألم الذي يشعر به أهالي الشهداء؟ هل تدركون معنى أن يستشهد جنديٌ ولا يستطيع ان يطلق طلقة واحدة من بندقيته على عدوّه الذي يقصف ويدمّر أرضه ؟

هل تدركون معنى أن يستشهد جنديٌ وهو يحمل حلمه البسيط، أن يعيش في وطنٍ آمن؟

الحدود المثقلة بالدماء
يطالب العدو ومن خلفه العالم بنشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني ولكن، أي جيشٍ يريدونه؟ الجيش الذي لا يمر يوم دون أن تستهدفه طائرات العدو وقذائفه؟ كيف نطلب من الجندي أن يقف على الحدود حاملاً بندقيته، بينما العالم كله يتركه مكشوفاً أمام آلة الحرب الإسرائيلية؟

الكرامة التي لا تموت
ورغم كل شيء، يظل الجندي اللبناني شامخاً، هو يعرف أن الوطن لا يحميه سوى دمائه، ولا تصونه سوى عزيمته لكنه أيضاً إنسان، له عائلة تنتظره، وله أحلام يطويها كل يوم مع طلوع الشمس وغروبها.

الجندي اللبناني لا يبحث عن الشهرة، ولا يريد شيئاً سوى وطنٍ يليق بتضحياته.


رسالة إلى كل من يتعامل مع قضية الجيش كأنها جزء من لعبة سياسية، أو فرصة للتنظير، نقول: اصمتوا …

دماء الجنود ليست مادةً للنقاش، وكرامتهم ليست مجالاً للمساومة، هؤلاء هم حراس الوطن الحقيقيون، ولا شيء في الدنيا يساوي دمعة واحدة تسقط من أعين أمهاتهم.

فلنتذكر دائماً أن الجيش ليس مجرد مؤسسة، بل هو روح الوطن وإن سقطت هذه الروح، لن يبقى هناك وطنٌ لنختلف عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى