خاص :(الصحافة اللبنانيةlebpress)

بعد توقف الحرب في الجنوب: النازحون اللبنانيون يعودون…فماذا عن النازحين السوريين؟

خاص : (الصحافة اللبنانية)

مع بدء سريان وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، منذ تشرين الاول 2023 والحرب على لبنان لأكثر من شهرين والتي أدت الى سقوط ، 3,823 شهيدًا، بينما تجاوز عدد الجرحى 15,859 شخصًا بحسب وزارة الصحة اللبنانية ،كما تسببت الحرب في نزوح نحو 1.4 مليون شخص من لبنان، وسط دمار هائل خلفته المواجهات منذ بدء العدوان والاسناد للشعب الفلسطيني .

اليوم ومع عودة الأهالي اللبنانيين إلى قراهم المدمرة، يبرز تساؤل ملح حول مصير النازحين السوريين الذين لجأوا إلى مناطق متفرقة خلال الحرب ، ففي الوقت الذي يستعد فيه الجنوبيون لمواجهة تحديات إعادة الإعمار، يجب أن تكون عودة النازحين السوريين إلى بلادهم أولوية قصوى في ظل الأوضاع الراهنة.

عبء لم يعد لبنان قادراً على تحمله

على مدى سنوات، تحمل لبنان أعباءً هائلة نتيجة استضافة 1.5 مليون نازح سوري شرعي ، هذا العبء فاقم من أزماته الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة،اما بالنسبة للعام الدراسي فالوقت قد حان لفتح المدارس ابوابها أمام الطلاب ،حيث تظهر أزمة أخرى تتمثل في إشغال العديد من المدارس من قبل النازحين السوريين، ما يحرم الطلاب اللبنانيين من حقهم الأساسي في التعليم.

لبنان، الذي يعاني من انهيار شبه كامل في الخدمات العامة، بالكاد يستطيع توفير مقاعد دراسية لأطفاله، ومع ذلك، تتزايد الضغوط مع الحاجة الملحة إلى إعادة المدارس إلى دورها الأساسي كمؤسسات تعليمية، ما يجعل من بقاء النازحين فيها وضعاً غير قابل للاستمرار.

اليوم أصبحت العودة ضرورة لا خيار
كما ان الحاجة ملحة لاتخاذ خطوات جادة لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم، فالوضع في سوريا رغم التحديات بات أكثر استقراراً مقارنة بلبنان، الذي يعاني من اقتصاد منهار وغياب شبه تام للقدرة على استيعاب أي ضغوط إضافية.

دور الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي

إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ليست مسؤولية لبنان وحده، يجب على الحكومة اللبنانية أن تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتنفيذ خطة واضحة وفعالة تشمل:

  1. تأمين العودة الامنة: توفير ضمانات للنازحين بخصوص الأمن والاستقرار في مناطقهم الأصلية داخل سوريا.
  2. تقديم الدعم في الداخل السوري: توجيه المساعدات الدولية مباشرة إلى النازحين في وطنهم لتوفير احتياجاتهم الأساسية والمساهمة في إعادة بناء حياتهم.
  3. إغلاق ملف النزوح: العمل على إنهاء هذه الأزمة التي استمرت لسنوات وأثقلت كاهل لبنان.

ان الوضع في سوريا أصبح أكثر استقراراً وأمناً ، ما يجعل العودة خياراً واقعياً غير قابل للنقاش ، في المقابل، يعاني لبنان من أزمات خانقة تمنعه من تقديم أي دعم إضافي للنازحين.
عودة السوريين إلى بلادهم ستتيح لهم فرصة إعادة بناء حياتهم في بيئة أكثر استدامة، وستخفف في الوقت ذاته العبء عن لبنان الذي يحتاج إلى كل موارده لمساعدة مواطنيه وإعادة إعمار مناطقه المتضررة.

إن ملف النازحين السوريين في لبنان لم يعد يحتمل التأجيل
المدارس يجب أن تعود لتفتح أبوابها أمام الطلاب اللبنانيين الذين يحتاجون إلى حقهم في التعليم، بينما النازحون السوريون يجب أن يعودوا إلى وطنهم ليعيدوا بناء حياتهم ويشاركوا في نهضة وطنهم. لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة تعيد التوازن إلى الداخل اللبناني وتمنح النازحين فرصة حقيقية للعودة إلى وطنهم، بالتعاون مع المجتمع الدولي، يمكن إنهاء هذا الملف بشكل إنساني وعادل يضمن حقوق الجميع ويساهم في استقرار المنطقة ككل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى