أعلنت رئاسة الجمهورية، تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، لتشكيل الحكومة بعدما أيده 84 نائبا من إجمالي 128، في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
من هو نواف سلام؟
نواف سلام، قاضٍ لبناني من مواليد 15 كانون الأول عام 1953، وهو رجل قانون ودبلوماسي متمرس، انضم لمحكمة العدل الدولية في 6 شباط عام 2018، قبل أن ينتخب رئيسا لها في شباط 2024.
وجاء انضمام سلام لهيئة المحكمة بعدما كان سفيرا للبنان، وممثلا دائما له في الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة ما بين تموز 2007 وكانون الاول 2017.
وسبق لسلام أن مارس المحاماة وعمل أستاذا في التاريخ المعاصر في جامعة السوربون الفرنسية، كما درّس العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت، إذ كان رئيسا لدائرة العلوم السياسية والإدارة فيها، خلال الفترة من 2005 إلى 2007.
وليست تلك أول مرة يُطرح فيها اسم سلام لرئاسة الحكومة في لبنان، لكنها المرة الأولى التي توحدت خلفه كتل سياسية وازنة، من توجهات مختلفة.
وطرح اسم سلام مرشحا لرئاسة الوزراء في لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في آب 2020.
وفي الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، وبالتحديد في الرابع من آب 2023، كتب سلام عبر حسابه على منصة إكس: “الحقيقة طريق العدالة.. وإخفاؤها جريمة. التحقيق شرطه استقلال القضاء.. والتدخل في عمله جريمة”.
وتحت قيادة سلام لمحكمة العدل الدولية، وفي قرار وصفه الفلسطينيون بـ”التاريخي” واعتبرته اسرائيل “كاذبا”، أعلنت المحكمة، في 19 تموز الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية “غير قانوني”، ويجب أن ينتهي “في أسرع وقت ممكن”.
وأثار القرار انتقادات إسرائيلية حادة، إذ اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن “الشعب اليهودي ليس محتلاً لأرضه، ولن يؤدي أي قرار كاذب في لاهاي إلى تشويه هذه الحقيقة التاريخية، كما لا يمكن الطعن في شرعية الاستيطان الإسرائيلي في كافة أراضي وطننا”.
سرّ عن نواف سلام لا يعرفه الكثيرون
إلى ذلك، يقول مصدر سياسي لـ”لبنان24″ سلام قد لا يذهب لاستعداء “حزب الله” خلال المرحلة المقبلة مثلما ظنّ الأخير، معتبراً أن موقف سلام المُشرّف في محكمة العدل الدوليّة من خلال معاقبة إسرائيل على جرائمها في غزّة محسوب له أمام كل العالم.
المصدر قال أيضاً إن لسلام تاريخا لا يمكن نسفه نهائياً خصوصاً في إطار العمل المقاوم ضد إسرائيل، موضحاً أن القاضي سلام شارك في مجلس التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تحت إشراف القيادي الفلسطيني نبيل شعث وهو الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون، ويمثل سراً من الأسرار عن سلام. (الحرة)