حصار» إعلامي رسمي على الجنوب: «الأمن العام» في دائرة الشبهة… مجدداً
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران بشكل مباشر على الشابين محمد وحمزة الطحان، خلال تواجدهما بالقرب من آليات العدو، والتي كانت تعمل على تجريف الأراضي الزراعية وقطع الأشجار في قرية كودنة، في ريف القنيطرة الجنوبي. وقالت مصادر محلية من القرية، لـ«الأخبار»، إن الشابين كانا يقومان بأعمال زراعية في أرض مملوكة لعائلتهما، قبل أن تعمد قوات الاحتلال إلى إطلاق النار في اتجاههما من دون إنذار مسبق، ليتم نقلهما على إثر ذلك إلى مشفى «الجولان»، في مركز محافظة القنيطرة. وجاء هذا بالتوازي مع تنفيذ جيش العدو عمليات تمشيط في ساعة متأخرة من ليل الخميس في مدينة البعث (مركز محافظة القنيطرة) ومحيطها، من دون أي تدخل من قوات «الأمن العام» التابعة للإدارة السورية الجديدة، التي يقودها أحمد الشرع، والمنتشرة في المدينة.
وتقول مصادر محلية من مدينة البعث، في حديثها إلى «الأخبار»، إن «قوات الاحتلال خرجت من المدينة في تمام الساعة السادسة من صباح أمس، بعد عملية استمرّت لعدة ساعات عبرت فيها مصفّحات العدو بالقرب من مقار الأمن العام، فيما شوهد عند ساعات الفجر عدد من عناصر الأخيرة يقفون بالقرب من سيارة إسرائيلية، مجتمعين بأحد عناصر العدو لمدة تجاوزت 20 دقيقة، قبل أن تغادر السيارة إلى مبنى المحافظة الكائن في الطرف الغربي من المدينة، والذي بات يُعد من أكبر نقاط الاحتلال في الداخل السوري». وفيما أشارت المصادر إلى أن التحرك الإسرائيلي خلا من أي تفتيش للمنازل في المدينة أو محيطها، أوضحت أنه قد يكون عبارة عن «جولة استطلاعية على النقاط التي يتواجد فيها الأمن العام في المنطقة». وأشارت مصادر عشائرية، بدورها، إلى أن «ثلاث سيارات تابعة لقوات الاحتلال توقفت لأزيد من ساعة أمام مقر قيادة «الأمن العام»، في مدينة البعث، الأمر الذي قد يؤشر إلى حدوث اجتماع بين الطرفين».
وعلى خط مواز، واصلت قوات الاحتلال، أمس، عمليات تجريف الأراضي الزراعية وبناء القواعد العسكرية، وسط تسيير عدد كبير من الدوريات، في كل النقاط التي احتلتها والتي تسميها بـ«المنطقة العازلة»، الأمر الذي تزامن مع تحليق متواصل للمُسيّرات فوق المنطقة الممتدة على طول شريط الفصل. واللافت أن جيش العدو لم يوقف عملية بناء ما سمّاه بـ«السياج الأمني»، والتي كان شرع فيها قبل سقوط نظام بشار الأسد، علماً أن «السياج» المشار إليه يتألف من خط دفاعي مؤلف من سواتر ترابية عالية، تليها أنفاق عريضة وعميقة، وسياج شائك مزوّد بكاميرات مراقبة وحسّاسات حرارية، ويمتد ضمن منطقة «فض الاشتباك» التي تقع بين خطّي «ألفا» و«برافو»، وهي منطقة من المفترض أنها تحت إشراف «قوات حفظ السلام الأممية» (يوندوف). وبذلك، تنقسم الدفاعات الإسرائيلية على الجبهة السورية إلى ثلاثة مستويات حالياً، حيث تبدأ بـ«المنطقة العازلة» التي احتلتها قوات الاحتلال بعد سقوط النظام، ويليها «السياج الأمني»، ومن ثم الدفاعات التي تقيمها أساساً في أراضي الجولان السوري المحتل
إلى ذلك، تفرض وزارة الإعلام التابعة للإدارة الجديدة تعتيماً إعلامياً على ما يحدث في الجنوب؛ إذ تمنع وسائل الإعلام من أن تدخل إلى المنطقة إلا بموافقة منها، علماً أن تلك الموافقات لا تُمنح إلا لبعض الوسائل الإعلامية، من مثل «تلفزيون سوريا» «والتلفزيون العربي»، المموليْن من مؤسسة واحدة تتخذ من قطر مقراً لها، بالإضافة إلى قناة «الحدث» السعودية، وفقاً لما أفادت به مصادر صحافية تنشط في سوريا. وبحسب المصادر، فقد رُفض عدد كبير من الطلبات لدخول المنطقة، وخاصة تلك الآتية من وسائل الإعلام الإماراتية أو التي تبث من الإمارات، ولا يخفي موظفو «العلاقات العامة» في وزارة الإعلام «عدم ثقتهم» بها، ما يجعل الخطاب الإعلامي في ما يخص الجنوب محصوراً بـ«داعمي الشرع»، وفقاً لتعبير المصادر.