كورونا

الأطفال لم يتعافوا بعدَ جائحة كورونا!

لم تكن الأعراض التي رافقت الإصابة بفيروس كورونا الآثار الوحيدة للمرض، إذ أن النتائج البعيدة المدى لم تقل خطورة. وما كشفته دراسة أميركية أجريت أن الأطفال لم يتعافوا بعد الجائحة، لكن هذا لا يرتبط بالمستوى الصحي بل على الصعيد التربوي والتعليمي حيث يستمر التراجع في هذا المستوى حتى اليوم ولم يتمكن الأطفال من استعادة السمتويات الطبيعية بعد مرور أعوام على الجائحة والتعليم عن بعد.

أظهرت الدراسة تراجعاً كارثياً في النتائج المتعلقة بالقدرة على القراءة لدى الطلاب، بحسب ما نشر في washingtonpost. وقد تراجعت هذه المستويات بشكل ملحوظ بين عامي 2019 و2022، ثم عادت لتتارجع أكثر بعد في عام 2024. أما في الرياضيات فرغم التحسن الذي سجّل في الصفوف الصغرى، لم يسجل تحسن مماثل لدى الطلاب الأكبر سناً واستمرت النتائج على حالها كما عندما تراجعت في ظل الجائحة.
لا تقتصر خطورة هذه التداعيات على المستوى التربوي والتعليمي فحسب، إنما لا يمكن استبعاد النتائج البعيدة المدى لذلك على اقتصادات الدول أيضاً وهذا ما سيتبين في المدى البعيد. مع الإشارة إلى أن الدراسة الأميركية أجريت في عام 2024. وكان الخبراء قد تأملوا بأن تعود المستويات إلى الارتفاع مع عودة الطلاب إلى التعليم الحضوري، إلا أن تأثير التعليم عن بعد والجائحة كان اهم مما كان متوقعاً حيث حصل تراجع أكبر في عام 2024 رغم انقضاء سنوات على الجائحة والعودة إلى التعليم الحضوري. لذلك، كانت هناك دعوة من قبل الخبراء للتركيز على مهارات القراءة في سبيل تطويرها لدى الطلاب لاستعادة ما فقد خلال الجائحة.

في الرياضيات لم يكن الوضع مأساوياً بالدرجة نفسها وبدا أن الطلاب الأكثر كفاءة استطاعوا أن يتخطوا هذه التحديات التي واجهوها سابقاً. لكن تبقى المشكلة مع الطلاب الذين يتمتعون بقدرات أقل على المستوى التعليمي، إذ أنهم لم يتمكنوا من النهوض مجدداً بعد هذه التحديات وإذا بهم يحققون تراجعاً أكبر مع مرور الوقت في ظل عدم القدرة على تعويض ما خسروه.
وكانت الفترات التي أمضاها الطلاب على الشاشات قد لعبت دوراً إضافياً في تراجع قدراتهم في القراءة، خصوصاً أنها حلّت محل الفترات التي كان من الممكن تمضيتها في المطالعة. بما أن القدرة على القراءة والمهارة في هذا المجال لا ترتبط بما يحصل في المدرسة، إنما أيضاً في المنزل، بحسب الخبراء. وهذا ما يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى