![](https://lebpress.com/wp-content/uploads/2025/01/Gallery_1738169533939-780x470.jpg)
في خطوة غير متوقعة، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن رؤيته لمستقبل قطاع غزة، والتي تتضمن احتمال فرض “سيطرة” أميركية على القطاع وتحويله إلى وجهة سياحية تحمل طابع “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ووفقًا لما نقله موقع “أكسيوس”، فإن هذا الطرح فاجأ العديد من مستشاري ترامب وأثار ردود فعل متباينة، حيث لاقى ترحيبًا في الأوساط اليمينية الإسرائيلية، بينما أثار قلقًا في العواصم العربية.
وبحسب مصدر مقرب من الرئيس الأميركي، فإن فكرة المشروع جاءت بشكل شخصي من ترامب، الذي أمضى شهرين على الأقل في إعدادها.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب تقدم بهذا الطرح لأنه “لم يجد أفكارًا جديدة بشأن غزة”، مضيفًا أن الرئيس توصل إلى قناعة مفادها أن “لا أحد لديه حلول مبتكرة لمستقبل القطاع”.
تأتي هذه التصريحات في وقت دقيق يتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إضافة إلى صفقة تبادل الأسرى الجارية بين الطرفين. ويرى مراقبون أن هذه الفكرة قد تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو استئناف العمليات العسكرية بدلًا من البحث عن حلول سياسية.
وخلال لقائه نتنياهو في المكتب البيضاوي، عرض ترامب رؤيته لإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، وهو ما أثار دهشة الصحافيين وحتى بعض مستشاريه الذين لم يكونوا على دراية بالخطة مسبقًا.
ووصف مسؤول إسرائيلي اللقاء مع ترامب بأنه “تاريخي”، مشيدًا بالأفكار التي طرحها واصفًا إياها بـ”العبقرية”.
في المقابل، أثارت تصريحات ترامب انزعاج مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، خاصة مع تكراره الحديث عن احتمال تهجير الفلسطينيين من غزة ضمن خطته.
كما أعربت السعودية عن قلقها من تصريحاته، خصوصًا بعد تلميحه إلى دور محتمل للمملكة في تنفيذ رؤيته للقطاع. وسارعت وزارة الخارجية السعودية إلى نفي أي تغيير في موقفها، مؤكدة على موقفها الثابت بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة كشرط لأي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل.
لا يزال من غير الواضح كيف توصل ترامب إلى فكرة السيطرة الأميركية على غزة، لكن مصادر مقربة منه أشارت إلى أنه كان يدرس المسألة منذ فترة.
وقال مسؤول أميركي إن ترامب تأثر بحجم الدمار في القطاع، وأدرك أن إعادة الإعمار قد تستغرق 15 عامًا، ما دفعه إلى اقتراح خطة جديدة تستند إلى رؤية استثمارية عقارية.
من جانبها، ذكرت نائبة مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، أن السفراء العرب طُلب منهم تقديم بدائل عملية بدلاً من رفض خطة ترامب بشكل قاطع.
يرى ترامب أن غزة تمثل “فرصة عقارية رئيسية” يمكن أن تكون محور صفقة إقليمية تشمل إسرائيل والسعودية ودولًا أخرى، لكن هذه الرؤية تتجاهل الأبعاد التاريخية العميقة لمعاناة الفلسطينيين بسبب التهجير والحصار.
وأشار مصدر مقرب من ترامب إلى أنه “يحب التحدي، ويريد كسر الخطاب التقليدي السائد”، مما يعزز فرضية أن هذه الخطة قد تكون جزءًا من مناوراته السياسية.
من المرجح أن تشكل تصريحات ترامب عقبة أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث بدأت الأطراف المعنية بالفعل بتنفيذ المرحلة الأولى والتفاوض على المرحلة الثانية. كما أن طرحه قد يؤدي إلى زيادة الدعم لحركة حماس داخل القطاع، مما قد يدفعها إلى تعليق صفقة تبادل الأسرى.
وفي ظل هذه التطورات، يترقب العالم زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن الأسبوع المقبل، يليها لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترامب، حيث يُتوقع أن تكون تصريحات الأخير بشأن غزة على رأس الملفات المطروحة للنقاش.
تثير خطة ترامب بشأن غزة جدلًا واسعًا بين مؤيدين إسرائيليين ورافضين عرب، وسط تساؤلات حول مدى واقعيتها وإمكانية تنفيذها في ظل الأوضاع الحالية. ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه التصريحات مجرد مناورة سياسية أم أنها تعكس بالفعل رؤية جدية لمستقبل القطاع.