اخبار العالم

غالانت يكشف أسرار “البيجر”… واغتيال نصـ ـرالله

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، عن معلومات مثيرة تتعلق بالحرب الإسرائيلية الأخيرة، من بينها منع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنفيذ عملية اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، رغم جاهزية الخطة، بالإضافة إلى اعتبار عملية تفجير “البيجر” فرصة ضائعة لأنها لم تُنفذ في الوقت المناسب رغم جهوزيتها منذ سنوات.

وأكد غالانت أن نتنياهو أوقف اجتماع الكابينيت الذي كان مخصصاً للمصادقة على العملية، بحجة أن إسرائيل “ليست ناضجة بعد” لاتخاذ قرار بهذه الخطورة. وأشار إلى أن نصر الله كان في المكان المستهدف منذ يوم الأحد، وأن التأخير في اتخاذ القرار كان يحمل مخاطر كبيرة، إذ كان يمكنه مغادرة الموقع في أي لحظة، ما يعني ضياع فرصة تاريخية لضرب قيادة “حزب الله”.

“عملية البيجر”.. ضياع فرصة حاسمة

كشف غالانت عن تفاصيل صادمة تتعلق بالحرب الأخيرة، مؤكداً أن القيادة السياسية ارتكبت أخطاء استراتيجية كبرى، خاصة في التعامل مع “حزب الله”. جاءت هذه التصريحات عبر حسابه على منصة “إكس”، حيث أشار إلى أن خطة عسكرية كبرى، أطلق عليها اسم “عملية البيجر”، كانت جاهزة للتنفيذ منذ سنوات، إلا أنها لم تُنفذ في الوقت المناسب

وأوضح غالانت أن العملية كانت تهدف إلى استهداف آلاف العناصر المسلحة التابعة لحزب الله، من خلال تفجير أجهزة اتصال متطورة. وأشار إلى أنه بحلول 11 أكتوبر، كانت العملية جاهزة للتنفيذ، وأنه لو تم تنفيذها في ذلك اليوم، لكانت الانفجارات الناتجة عن هذه الأجهزة ثانوية مقارنة بتفجير أجهزة الراديو، التي كانت ستقضي على آلاف العناصر.

لكن ما حدث، وفقاً لغالانت، هو أن التأخير في تنفيذ العملية أدى إلى فقدان عنصر المفاجأة، حيث بقيت الغالبية العظمى من أجهزة الراديو مخزنة، مما جعل تفجيرها بلا فاعلية تُذكر. هذه التصريحات تضع تساؤلات جدية حول القرارات التي اتخذتها القيادة الإسرائيلية خلال الحرب، وتحديداً حول التردد في استخدام خيارات عسكرية حاسمة.

الاغتيالات: أولويات متغيرة وصراعات أمنية

لم تقتصر تصريحات غالانت على الحديث عن “عملية البيجر”، بل امتدت إلى الكشف عن تفاصيل عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد ضد قادة في فصائل المقاومة. ففي مقابلة إعلامية، وعندما سُئل عن قدرة إسرائيل على اغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية في طهران وحسن نصر الله في بيروت، بينما تعجز عن كشف الأنفاق التي تبنيها حماس، أجاب بأن التركيز الإسرائيلي كان منصباً على مواجهة “حزب الله” وإيران أكثر من التركيز على غزة.

كما كشف أنه أثناء إعطاء التوجيهات الأخيرة لعناصر الموساد في طهران لاغتيال هنية، تلقى اتصالاً يفيد برصد موقع الحاج محسن (فؤاد شكر)، أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، مما دفعه إلى ترك مقر الموساد والتوجه مباشرة إلى قيادة سلاح الجو. هذه التفاصيل تعكس الأولويات المتغيرة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، والتي يبدو أنها لم تكن منسقة بالشكل المطلوب

انقسامات داخل القيادة الإسرائيلية

تعكس تصريحات غالانت انقسامات عميقة داخل القيادة الإسرائيلية حول إدارة الحرب واتخاذ القرارات المصيرية. فبينما يرى البعض ضرورة توجيه ضربات حاسمة لحزب الله وإيران، يتهم آخرون نتنياهو بالتردد وإعطاء الأولوية لحساباته السياسية بدلاً من المصالح الأمنية.

هذه التصريحات قد تزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، خاصة مع تزايد الانتقادات الداخلية حول كيفية إدارة الحرب الأخيرة. كما أنها تعكس صراعاً داخلياً بين الأجنحة العسكرية والسياسية في إسرائيل، وهو ما قد يكون له تداعيات خطيرة على المستقبل الأمني والسياسي للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى