مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية في ظل التصعيد المتبادل
![](https://lebpress.com/wp-content/uploads/2025/02/Gallery_1739194113773-780x470.jpg)
بعد أيام من تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي أكد فيها “عدم جدوى التفاوض مع واشنطن”، تصاعدت حدة الخطاب الإيراني، حيث شدد المسؤولون المدنيون والعسكريون على رفض سياسة العقوبات والضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية لدفع طهران إلى التخلي عن برنامجها النووي.
هذا التصعيد يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت طهران ترفع سقف المواجهة لتحسين شروط التفاوض أم أن الحوار بين الطرفين وصل إلى طريق مسدود.
وفي هذا السياق، صرح مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية، مصدق بور، قائلاً: “إيران تريد حلاً سلمياً، لكنها لا تثق بالولايات المتحدة، خصوصاً في ظل فرض المزيد من العقوبات بالتوازي مع دعوات للحوار”
وأضاف خلال حديثه لبرنامج الظهيرة على “سكاي نيوز عربية”، أن “مطالب واشنطن لإيران بنزع سلاحها الدفاعي والتوقف عن معاداة إسرائيل تُعد تدخلاً غير مقبول في السيادة الإيرانية”.
من جهة أخرى، يرى مدير برنامج الدراسات الإقليمية في مركز دراسات الشرق الأوسط، نبيل العتوم، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “الخطاب الإيراني يبدو متشدداً، لكن الواقع يشير إلى أن هناك رغبة ضمنية في التفاوض، وإن كانت بشروط إيرانية صعبة التحقيق”.
وأوضح العتوم أن “إيران تطالب بضمانات أميركية، إلا أن هذه الضمانات قد لا تكون واقعية في ظل استمرار العقوبات والتوترات الإقليمية”.
في ظل هذه التعقيدات، يبقى التساؤل حول خيارات إيران المستقبلية قائماً. فبينما تصر طهران على موقفها الرافض للتفاوض تحت الضغط، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها بسبب العقوبات الأميركية قد تدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
وتشير بيانات البنك المركزي الإيراني إلى أن التضخم تجاوز 40%، بينما انخفضت قيمة العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يزيد من الضغوط على القيادة الإيرانية.
من جهة أخرى، تبقى الولايات المتحدة متمسكة بشروطها، التي تشمل وقف البرنامجين النووي والصاروخي وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويشير تقرير صادر عن “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى استخدام استراتيجية “الضغط الأقصى” لإجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفات حساسة، لكن هذه السياسة لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.