عربي

“قصور استخباراتيّ”.. خفايا مثيرة عن أحداث “الساحل السوري”

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العملية التي تنفذها قوات الإدارة السورية الجديدة في مناطق الساحل “أمنية أكثر منها عسكرية”، كاشفاً عن ضعف في المعلومات الاستخباراتية أدى إلى تنفيذ كمائن ضد قوى الأمن.

 
 
ووفق تحليل الفلاحي، فإن قوات النظام السوري السابق تتحصن في بعض المنازل والمناطق الجبلية الوعرة، التي تساعد على حرب العصابات ونصب الكمائن، في إشارة منه إلى جبل النبي يونس في اللاذقية.

لكن هذه الجغرافيا لن تغير كثيرا في الواقع الميداني، إذ أكد الفلاحي أن قوات النظام السابق لن تستطيع تغيير المشهد الأمني الجديد، مستدلا بالإمكانات التي كانت لديها إلى جانب الدعم الخارجي قبل انهيارها.

ورجح الفلاحي في حديثٍ عبر قناة “الجزيرة” أن فلول النظام أرادت بتنفيذ الكمائن الأخيرة تسليط الضوء أيضا على مناطق الساحل باعتبار أن لديها خصوصية بعد الجنوب السوري، وقضية قوات ما تعرف بـ”سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا.

ونصب مسلحون موالون للنظام السابق -أمس الخميس- كمائن دامية في الساحل السوري، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 من عناصر الأمن السوري وإصابة آخرين، ووصفت السلطات السورية هذه الهجمات بالمنسقة.

وبشأن هذه الكمائن، قال الفلاحي إنها غطت منطقة جغرافية تمتد من اللاذقية إلى طرطوس، مما يؤكد أنها عمل منظم وتحمل أبعادا كثيرة.

ومن وجهة نظر الخبير العسكري، فإن وزارة الدفاع السورية كان يجب عليها السيطرة على هذه المناطق باعتبارها “مناطق حاكمة تؤدي إلى مدن كبرى على الساحل السوري”.

وأشار إلى ضعف المعلومات الاستخباراتية، مستنداً إلى تنفيذ الفلول سلسلة عمليات وكمائن على امتداد المنطقة، إذ أكد أنه كان يجب التركيز عليها باعتبارها مناطق ساخنة.

وكذلك، لم تستفد قوات النظام السابق من قضية التسوية التي منحتها الإدارة السورية الجديدة، وفضلت -وفق الفلاحي- الاحتفاظ بالأسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار، وتحولت بذلك إلى جماعات مسلحة خارجة عن القانون.

وحسب الفلاحي، فإن هناك صعوبة في وصول إمدادات جديدة إلى فلول الأسد في الساحل السوري، في ظل سيطرة قوات الإدارة السورية الجديدة على كافة المناطق التي تحيط باللاذقية وطرطوس.

وخلص إلى أن “الأسلحة المتوفرة لدى فلول الأسد ليست ثقيلة، ولا يمكن الاعتداد بها بأي عمل يفرض واقعا جديدا في المنطقة”.

لكن قائداً بجهاز الأمن الداخلي في طرطوس قال للجزيرة إن “أدلة تبين ارتباط فلول النظام المخلوع بجهات خارجية”، لافتا إلى “استخدام فلول النظام أجهزة اتصالات متطورة وأسلحة لم نشهدها من قبل”.

وأعرب الفلاحي عن قناعته بأن العمليات الأخيرة تهدف إلى “إحداث فوضى أمنية، لكي توظفها أطراف خارجية تعمل على زعزعة الاستقرار في الداخل السوري”.

بدوره، قال مصدر أمني للجزيرة إن قوات وزارة الدفاع قضت على الكمائن التي نصبتها فلول النظام المخلوع على طريق إدلب-اللاذقية خلال الليل. وأضاف أن القوات الأمنية والعسكرية تمشط المناطق التي نصب فيها فلول النظام المخلوع كمائنهم.

وفي وقت سابق اليوم، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني فرض السيطرة على مدينتي طرطوس واللاذقية بالساحل السوري، مؤكدا أن قوى الأمن تواجه بؤرا إجرامية هدفها إحداث الفوضى وإيذاء المدنيين.

وقال عبد الغني، للجزيرة، إن قوات وزارة الدفاع استعادت السيطرة على كثير من المواقع التي تسللت إليها فلول النظام، وتوقع إنهاء العملية ضد الفلول خلال ساعات قليلة، بعد استقدام تعزيزات عسكرية من كافة المحاور، لبسط السيطرة على طرطوس واللاذقية. (الجزيرة نت)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى