
يبقى الوضع اللبناني من كافة جوانبه موضع اهتمام فرنسي دائم، حيث سعت في مرحلة الفراغ الرئاسي إلى انتخاب رئيس، لكن الاهتمام اللبناني اليوم ينصب على الدور الفرنسي في موضوع التنقيب. فهل ستعود شركة توتال إلى التنقيب؟
في هذا الإطار، يطمئن الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة في حديث إلى “ليبانون ديبايت” فيما يتعلق بالتنقيب من قبل شركة توتال الفرنسية أن أعمالها ستعود إلى لبنان وسينطلق من جديد، ويقول: “شركة توتال سوف تعود إلى الساحة، وسوف يجري بحث في البلوكات الأخرى غير البلوك الرئيسي”.
وفيما يتعلق ببقية البلوكات، يشير إلى بداية مشروع أيضًا يجري البحث فيه لمفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا من أجل مباشرة التنقيب في البلوك رقم 1 في الشمال، وهو على التماس مع حدود المياه الإقليمية السورية، لأنه يبدو أنه في الشمال هناك كميات نفط مهمة أو غاز مهم يمكن البدء فيها.
ويرى حمادة، أن الدور الفرنسي في لبنان لم يتراجع، فهذه هي حدود الدور الفرنسي، وخصوصًا أنه تم انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. وبالتالي، يعتبر أنه الآن أصبحت المسألة تتعلق بتنفيذ القرار 1701، وحماية العهد الجديد دوليًا، والتحضير بعد فترة لمؤتمر، حسب ما قيل، للحكومة اللبنانية، مؤتمر لدعم لبنان في باريس يجري الإعداد له من قبل الرئيس ماكرون.
ويوضح حمادة أن هذا المؤتمر سوف يكون انطلاقة لإعادة الإعمار جزئيًا، وخصوصًا أن تقارير البنك الدولي تشير إلى أن الخسائر المباشرة تبلغ حوالي 7 مليارات دولار، والخسائر غير المباشرة على الاقتصاد اللبناني عموماً في كل لبنان تبلغ أيضًا 7 مليارات دولار. نحن نتحدث عن 14 مليار دولار، ولبنان يحتاج إلى دعم.
ويلفت إلى مفاوضات يدعمها الفرنسيون مع عدد من الدول العربية من أجل تحويل قرض 250 مليون دولار من البنك الدولي لمساعدة لبنان على النهوض إلى مليار دولار، وهذه نقطة مهمة.
ويشدد حمادة، على أن فرنسا سوف تبقى مهتمة بالملف اللبناني بكل الأحوال. لم يتراجع دورها، فقط أصبحت هناك معادلة جديدة في لبنان، وأمام هذه المعادلة الجديدة في السلطة اللبنانية هناك هوامش جديدة. في السابق كان هناك فراغ، ولذلك كان هناك حضور فرنسي كبير لإنهاء حالة الفراغ. نجحوا في ذلك، والآن نحن أمام مرحلة جديدة.