اخبار لبنان والشمالخاص :(الصحافة اللبنانيةlebpress)لبنانمخدرات

طرابلس والمخدرات… بين اهمال الدولة وضياع الاجيال!

بقلم ابن طرابلس طلال بلطه جي أبو ربيع

في شوارع طرابلس المدينة التي لطالما عرفت بحيويتها وتاريخها العريق تتسلل آفة قاتلة تهدد حاضرها ومستقبلها المخدرات هذه الظاهرة لم تعد سرا ولا حالة فردية بل اصبحت واقعا يفرض نفسه يوما بعد يوم حتى باتت المخدرات تباع وتشترى بسهولة تامة وكأنها سلع يومية في متناول اليد فقد لا يمر يوم دون ان نسمع عن شاب او شابة سقطوا ضحايا الادمان هذه السموم لا تفرق بين غني وفقير بين متعلم وجاهل ولا بين مراهق وراشد فحين يفقد الشاب الامل في وطن لا يؤمن له فرص العمل او التعليم او الرعاية يصبح فريسة سهلة في يد تجار الموت ومع كل جرعة تسرق المخدرات احلامه وعقله ومستقبله.

المخدرات تتغلغل في مدينة طرابلس والضحايا هم شباب في اعمار الورد حوادث امنية وجرائم عنف وسرقة كلها اصبحت مرتبطة بتأمين ثمن هذه السموم التي تجتاح المدينة في ظل غياب شبه تام للاجهزة الامنية وغياب تام ايضا من النواب والمسؤولين الذين يغطون في سبات عميق هناك أنواع جديدة وخطيرة تجتاح طرابلس ومن لا يستطيع شراءها يلجأ الى النشل او السرقة واحيانا الى القتل لتأمين ثمنها وهناك ايضا العديد من الانواع المنتشرة التي تهدد الصحة والعقل والاستقرار.

لم يعد الادمان خطرا فرديا فقط بل تحول الى تهديد امني واجتماعي حقيقي فكثير من المدمنين حين لا يتمكنون من الحصول على المال لشراء الجرعة يلجأون الى السرقة واحيانا الى القتل وطرابلس اليوم مع الاسف تشهد ارتفاعا ملحوظا في الجرائم المرتبطة بالادمان ما ينعكس مباشرة على الشعور بالامان في المجتمع

نتساءل اليوم بمرارة اين هي الاجهزة الامنية من مروجي السموم لماذا يلاحق فقط من يتعاطى ويترك من يستورد ويوزع ويتاجر لماذا لا يتم ضرب الرؤوس الكبيرة التي تدير هذه الشبكات من خلف الستار وهل من المعقول ان نرى حملات عشوائية محدودة وندوات موسمية بلا خطة ولا نرى تحركا فعليا للقضاء على هذه الظاهرة من جذورها

كم من ندوة اقيمت وكم من شعار رفع لكن الواقع لم يتغير بل ازداد سوءا لا يكفي ان ندين الظاهرة بالكلام بل نحتاج الى فعل نحتاج الى استراتيجية شاملة تبدأ من التوعية في المدارس مرورا بالعلاج المجاني للمدمنين وصولا الى الضرب بيد من حديد على كل من يسهل او يشارك في هذه الجريمة الجماعية

الحلول طريق نحو مجتمع خال من المخدرات
ضرب الرؤوس الكبيرة يجب ان تتحرك الاجهزة الامنية والقضائية بشكل منسق وجريء لضرب شبكات التهريب والترويج بدل الاقتصار على ملاحقة صغار المروجين او المدمنين فقط
مراكز علاج وتأهيل آن الاوان لانشاء مركز متخصص ومجهز لعلاج المدمنين في طرابلس يقدم العلاج والدعم النفسي والاجتماعي بدل من معاقبتهم فقط بالسجن
توعية مجتمعية دائمة حملات مستمرة في المدارس والجامعات والاحياء ووسائل الاعلام توضح مخاطر الادمان وتشرك الاهالي في الحل
فرص للشباب لا يمكن فصل الادمان عن البطالة واليأس الاستثمار في مشاريع للشباب وخلق فرص عمل حقيقية هو جزء لا يتجزأ من العلاج
ارادة سياسية فعلية من دون قرار سياسي صارم ستبقى المخدرات تتغلغل في احيائنا وتسرق ابناءنا
إلى وزير الداخلية في حكومة العهد الجديد نرفع الصوت بإسم طرابلس الجريحة التي تموت ببطء تحت وطأة المخدرات نطالبه بأن يتحمل مسؤوليته كاملة تجاه مدينة تُغرقها السموم وتُسرق أمنها علنا نطالبه بقرار شجاع لا يحتمل التأجيل بفتح ملف المخدرات في طرابلس من جذوره وبضرب شبكات الترويج والتوزيع لا نريد بيانات ولا استعراضات نريد نتائج نريد توقيف الرؤوس الكبيرة لا فقط مطاردة الضحايا

طرابلس اليوم امام معركة وجودية اما ان تتحرك الدولة والمجتمع معا لحماية شبابها او ان نستمر في دفن الضحايا واحدا تلو الآخر الخيار واضح والمستقبل بين ايدينا…
الى كل مسؤول صامت متواطئ او عاجز نقول كفى صمتا وكفى خيانة لهذه المدينة التي تنزف شبانها كل يوم بسبب سموم تتنقل بين الاحياء امام اعين الجميع انتم شركاء في الجريمة انتم تغطون الرؤوس الكبيرة او تخافون مواجهتها فان لم تكونوا قادرين على الحماية فاستقيلوا ودعوا من يملك الجرأة يتحرك طرابلس ليست حقل تجارب وليست سوقا للحشيشة والكبتاغون والخراب شبابنا يُذبح في الشوارع وانتم منشغلون بالمناصب والتصريحات الباهتة من يحمي تجار الموت هو مجرم مثلهم ومن يسكت على الجريمة هو شريك فيها لن نسكت بعد اليوم لان القادم اخطر وان لم تتحركوا فسيأتي يوم تُحاسبون فيه امام الناس وامام الله والندم لن ينفع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى