لبنان

تقرير يتحدّث عن “سيناريو” يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟

نشر “مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية – JCPA” تقريراً جديداً عما قد يشهده الوضع بين لبنان وإسرائيل خصوصاً بعد المُحادثات التي أجراها الموفد الأميركي توماس برّاك في لبنان بشأن ملف نزع سلاح “حزب الله” وتسليمه للدولة.

 
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ الأحداث الأخيرة في سوريا، خصوصاً المذبحة التي ارتكبت ضد الطائفة الدرزية في السويداء والتصعيد الذي تلاه بين إسرائيل وسوريا، كل أحداث ألقت بظلالها على لبنان، وأضاف: “خلال زيارته الثالثة إلى بيروت، صرّح برّاك متحدثاً عن فشل تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والمُبرم في تشرين الثاني 2024، مُبيناً أسباب الفشل ومشيراً تحديداً إلى رفض حزب الله نزع سلاحه وعجز الدولة اللبنانية عن ذلك”.
 
وتابع: “لقد أكد برّاك أن على الحكومة اللبنانية تعمل الآن إيجاد حل داخلي، إذ لم تعد الولايات المتحدة قادرة على مطالبة إسرائيل بمزيد من التنازلات”.
 
وزعم التقرير أنَّ “هذه التصريحات جاءَت في أعقاب سلسلة من الاستفزازات التي قام بها حزب الله، فخلال مراسم عاشوراء، نظم حزب الله استعراضاً مسلحاً في شوارع بيروت”، وتابع: “رغم اعتقال بعض المشاركين ووعدهم بالملاحقة القضائية، أُطلق سراحهم لاحقاً”.
 
التقرير ذكر أنَّ الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قال إنَّ “حزب الله لن ينزع سلاحه طالما استمرّت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان”. كذلك، أشار التقرير إلى أنَّ قاسم برّر موقف الحزب بسبب الهجمات التي تعرض لها الدروز في السويداء في جنوب سوريا من جهة، والطائفة العلوية في شمال غرب سوريا من جهة أخرى.
 
وأكمل: “لقد جادل حزب الله وأنصاره بأن الأخير لا يستطيع نزع سلاحهِ في ظلّ مواجهة تهديد محتمل من سوريا، كما حدث بين عامي 2011 و2013. أيضاً، وفي المقابل، وبفضل فوزه الساحق في الانتخابات البلدية، واصل حزب الله تحديه للحكومة اللبنانية والولايات المتحدة، ورفض التوجيه رقم 170 الصادر عن مصرف لبنان المركزي، والذي استهدف الهيكل المصرفي الموازي لحزب الله، وخاصةً ذراعه المالية المتمثل بمؤسسة القرض الحسن”.
 
وأضاف: “تعمل هذه المنظمة خارج النظام المصرفي الرسمي في لبنان. وفي ردٍّ حازم، أعلن حزب الله عن افتتاح 4 فروع جديدة، ليصل إجمالي فروعه إلى 40 فرعاً”.
 
وتابع: “كذلك، أعلن حزب الله مؤخراً أنه انتهى من إعادة تنظيم وتجديد ترسانته وأنه مستعد لمواجهة إسرائيل مرة أخرى عندما يحين الوقت. في الوقت نفسه، فإن عملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية بقيت حبراً على ورق رغم أنه تم الحديث عن هذا الأمر بشكل علني”.
 
وذكر التقرير أن “السؤال المحوري الآن يدور حول ما سيحدث لاحقاً في لبنان”، وأضاف: “ترسم وسائل الإعلام اللبنانية، على امتداد الطيف السياسي، سيناريو كارثي مفاده أنَّ إسرائيل قد تستأنف عملياتها العسكرية ضد حزب الله بمجرد أن يتضح أن الحزب لن يذعن للضغوط وأن الحكومة اللبنانية عاجزة عن الوفاء بوعودها”.
 
وأكمل: “يتكهن البعض بأن إسرائيل قد تشن ضربة استباقية لتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله، وإجباره على الاستسلام أو التفاوض. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية ملموسة. لقد اقترح برّاك أن تبدأ الحكومة اللبنانية مفاوضات مع ما يُسمى بالجناح السياسي لحزب الله، كما اقترح مطالبة حزب الله بنزع أسلحته بعيدة المدى التي تُهدد أمن إسرائيل”.
 
وتابع: “وسط ذلك، من غير المرجح أن تستثمر الولايات المتحدة رأس مال دبلوماسي كبير في دعم لبنان في المحافل الدولية طالما ظل حزب الله يحتفظ بقبضته على مالية البلاد ولم يتم اعتماد أي إصلاحات هيكلية”.
وختم: “مع كل هذا، يلفت الوضع المتسارع في سوريا، واحتمال تسلل مسلح عبر الحدود باتجاه لبنان، الانتباه أيضاً. قد يُهمّش هذا التطور مؤقتاً جهود نزع سلاح حزب الله، إذ سيتحول التركيز نحو مواجهة تهديد وجودي قد يُزعزع التوازن الطائفي الهش في لبنان ويُغرقه في حرب أهلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى