دولي

تحسُّباً لانفجار نووي.. هذا المنتج مفقود في صيدليات أوروبا!

لا يمكن تناول اليود (المتوافر كسائل وعلى شكل أقراص) إلّا وفق وصفة طبية، وضمن كميات محددة، بسبب ما له من تأثيرات سامة وخطيرة في جسم الإنسان. ومع ذلك، نفدت أقراص اليود من معظم الصيدليات في بلجيكا وبلغاريا وجمهورية التشيك، الشهر الفائت، بفعل إقبال الأوروبيين على شرائها كإحدى وسائل الوقاية، في حال وقوع حادث نووي، مع أن العلماء يشكّكون في فعالية هذه الأقراص.

 

وبحسب فرضية شائعة وغير مثبتة علمياً، يعتقد أن من شأن أقراص اليود أن تشبع الغدة الدرقية، الأمر الذي يمنع جسم الإنسان من امتصاص المادة المشعة، والناجمة عن انفجار نووي.

 

لكن، لم تَثبت علمياً صحة هذه الفرضية، وخصوصاً أن جسم الانسان يتخلص من أيّ كمية إضافية من اليود من خلال الكُلى، كما أن الغدة الدرقية لا تحتفظ بكمية اليود اللازمة للجسم إلّا فترةً قصيرة، وتناول كمية كبيرة من هذه المادة يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على صحة الإنسان.

 

ودفع إقبال الأوروبيين على تخزين أقراص اليود وزارةَ البيئة الألمانية إلى إصدار تحذير من خطورة تناول هذه الأقراص مسبّقاً.

 

 

 

 

التهويل الإعلامي بشأن أضرار لحقت بمحطة تشيرنوبيل النووية، نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ساهم في نشر الهلع بين الأوروبيين، حتى إنّ المفوضية الأوروبية تتخذ حالياً إجراءات تخزين حبوب اليود وسترات الحماية من انفجار نووي.

 

مع الإشارة إلى أن المفوضية أقرّت خططاً عبر مواجهة “كوفيد 19″، قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وكان التهديد النووي، كما التهديدان البيولوجي والكيميائي، ضمن لائحة المخاطر التي يجري التجهيز لها، بحيث يسعى الأوروبيون لتحسين استجابة الأنظمة الطبية والأجهزة الصحية في حالة وقوع أي حدث استثنائي.

 

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أطلقت الهيئة الأوروبية للتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية (HERA) خططاً للمستقبل، وسط مطالب برلمانية أوروبية للهيئة بالتحرك بصورة أسرع، بعد أن ضغطت الولايات المتحدة الأميركية، إعلامياً وسياسياً، محذرة من الخطر النووي الروسي.

 

ولتفادي الأزمات التي حدثت عقب انتشار جائحة كورونا، قررت الهيئة الأوروبية للتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ تنسيق جهود مواجهة أي كارثة مقبلة، وخصوصاً أن مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي عانت قصوراً تنظيمياً في إبّان انتشار “كوفيد 19”. وتتولى الهيئة المستحدثة شراء اللقاحات اللازمة في حال انتشار وباء جديد، كما تؤمّن التمويل اللازم، وتُدير آليات الرصد وتدابير المواجهة والمرافق الطبية عند حدوث أزمة صحية، على المستوى القاري أو العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى